العمل مقابل الحياة.. بيئة العمل الشاقة تشكل خطراً على النساء في الشمال

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

تدفع الظروف المعيشية الصعبة شمال إدلب، عدد كبيراً من النساء إلى العمل في بيئة قاسية، وأعمال لم يعتدن العمل بها سابقاً، وقد لا تلائم قدرتهن على التحمل، في سبيل إعالة أسرهن، وتأمين لقمة عيش كريمة لهن، بعد فقدان المعيل لشريحة واسعة من الأسر أثناء الحرب، أو لحاجة الأسرة إلى أكثر من معيل لتحسين وضعها المعيشي، إذ يصبح قرار العمل في هذه الظروف ضرورة وليست خياراً.

وتحارب المرأة السورية العاملة شبح الفقر والغلاء بانخراطها في بيئة عمل قاسية، وساعات طويلة، مقابل أجر زهيد، وقد تدفع حياتها أحياناً نتيجة عملها في مهن خطيرة وليست فقط شاقة.

وحسب ما تابعته منصة SY24، نقلاً عن فريق الدفاع المدني السوري، فقد لقيت شابة من ريف معرة النعمان، لم تتجاوز 19 من عمرها بعد، مصرعها أثناء عملها في منشأة للحبوب في منطقة سرمدا شمال إدلب.

وفي التفاصيل التي وقفت عندها المنصة، تبين أن الشابة تعرضت  يوم أمس الثلاثاء، إلى ضربة قوية إثر سقوط خزان للحبوب عليها في مكان عملها، ما أدى إلى وفاتها على الفور.

حيث تضطر المرأة إلى العمل ضمن ظروف خطيرة للغاية وشاقة، قد لا تناسب بينة المرأة الجسدية ومع ذلك، أصبح مشهد وجودها في تلك المناطق أمراً مألوفاً بعد أن كانت من أعمال الرجال فحسب.

كما ﻳﺘﻢ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﻤﺮأة من خلال قلة الأجور التي تتلقاها مقابل ساعات طويلة من العمل وكمية كبيرة من الإنتاج، ﺑﺴﺒﺐ ﺣﺎجتها للعمل، وارتفاع معدل البطالة وكثرة اليد العاملة في المنطقة، ما يجعل أرباب العمل يتحكمون بأجرة العامل/ة وساعات عمله، بسبب كثرة وجود فائض في اليد العاملة المستعدة للعمل بأي أجر زهيد.

وهنا تقع على المرأة أعباء إضافية فهي بعد عملها الشاق والطويل، تعود إلى العناية بأطفالها وعائلتها، وتأمين احتياجاتهم المنزلية، على حساب صحتها الجسدية والنفسية.

أصبحت الحياة اليومية بالنسبة للنساء والرجال والأطفال السوريين على حد سواء أكثر صعوبة وخطورة من أي وقت مضى، وحسب تقرير “للجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا” ، مطلع شهر آذار الماضي، ذكر أن حوالي 12 مليون شخص  يعانون من انعدام الأمن الغذائي ويحتاج عدد غير مسبوق من السكان وهو 14.6 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية.

وأشار التقرير إلى أن أعمال العنف وتدهور اقتصاد الحرب والأزمة الإنسانية المدمرة  في المنطقة وصلت إلى مستويات جديدة من المشقة والمعاناة للسكان المدنيين الذين عانوا أكثر من عشر سنوات من الصراع.

حيث يعيش أكثر من 90٪ منهم في حالة فقر الآن، ما يجعل السوريين يقفون على حافة هاوية جديدة في ظل تصاعد العنف بسبب المناوشات العسكرية والقصف من جهة، وعمليات الاختطاف والقتل بعيدًا عن مناطق الصراع من جهة أخرى.

وفي سياق متصل، رصدت منصة SY24، في تقارير سابقة لها، عمل إحدى النساء في بيع علب المحارم في الطرقات العامة بمدينة إدلب، وتحملها مشقة العمل طيلة النهار لتأمين حاجة أسرتها بعيداً عن التسول وسؤال الناس، فعلى ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻐﻮﻁ الكثيرة ﺍﻟﺘﻲ واجهت ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﻌﻴﻠﺔ، ﻓﺈنها ﺍستطاعت ﺗﺤﺪﻱ الواقع ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ تأمين لقمة عيش كريمة لأسرتها، ولو على حساب عملها في مجالات شاقة وخطيرة.

مقالات ذات صلة