هرباً من جحيم الحياة في سوريا، وفي سبيل البحث عن وطن بديل يخوض السوريون طرق الموت، بحثاً عن ملاذ أمن يلم شتاتهم، بعدما أصبحت الحياة في بلدهم الأم أكثر صعوبة من الموت بحد ذاته.
الطبيب البيطري السوري “أحمد ديب” كان أحد ضحايا الموت غرقاً أثناء رحلة سفره من السواحل الليبية إلى ألمانيا، برفقة عائلته وعدد آخر من المهاجرين بطرق غير شرعية، قاصدين كل الدروب وأخطرها للوصول إلى بلد أمن يحظون فيه بحياة كريمة.
حيث لقي الطبيب وزوجته “إسراء الشولي” وأولادهما، والسيدة “منيرة الشولي” وابنها، حتفهما غرقا إثر انقلاب زورقٍ كان يقلهم من السواحل الليبية, يوم أمس الثلاثاء حسب ما تابعته منصة SY24.
إذ نعت مواقع إخبارية وإعلامية وفاة الطبيب غرقاً، إضافة إلى عشرة أشخاص معظمهم من محافظة القنيطرة إثر انقلاب الزورق في عرض البحر.
خلال السنوات العشر الماضية، تكرر هذا المشهد في أكثر من مكان، القاسم المشترك بينهم، موت عدد من السوريين الهاربين من بلدهم سعياً منهم للوصول إلى البلدان الأوروبية والأجنبية، إذ تصدرت مأساة اللاجئ السوري المشهد عالمياً، وحصدت قوارب الموت أرواح مئات الآلاف من السوريين بحثاً عن وطن يلجؤون إليه.
يذكر أن مكاتب الهجرة والجوازات في مناطق سيطرة النظام تشهد إقبالاً كبيراً وازدحاماً شديداً ، للحصول أوراق السفر، للهروب من البلاد بعدما غرقت في مستنقع الأزمات الاقتصادية والمعيشية والأمنية.
وكان السوريون في مقدمة المهاجرين من حيث الأعداد، حيث تستمر معاناة قسم منهم في الدول الأولى التي وصلوا إليها مثل إيطاليا، وإسبانيا، واليونان، وبلغاريا، في انتظار التوجه إلى دول أخرى شمالاً، بينما خسر المئات منهم أرواحهم غرقاً في مياه البحر، إذ لا توجد إحصائيات دقيقة بخصوص الغرقى السوريين في البحر المتوسط.
غير أنه في عام 2018 حسب تقرير المنظمة الدولية للهجرة بلغ عدد اللاجئين السوريين منذ اندلاع الثورة حوالي 5 ملايين و684 ألفًا، ينتشرون في بلدان الجوار فإنه بالرغم من تناقص أعداد الغرقى في البحر المتوسط، مقارنة مع العام 2016، إلا أنه ما زال من أكثر الوجهات المميتة بالنسبة للاجئين.