بدأت إدارة مخيم الهول للنازحين بتخفيف إجراءاتها الأمنية داخل المخيم بشكل غير معلن، بعد مرور أكثر من شهرين على قيامها بتشديد هذه الإجراءات عقب أحداث سجن الصناعة في حي غويران بمدينة الحسكة، وارتفاع كبير في معدل عمليات الاغتيالات التي طالت النازحين داخل المخيم، وموظفي المنظمات الإغاثية العاملة فيه، بالإضافة إلى استهداف عدد من حراس وعناصر حماية المخيم ما تسبب بمقتل عدد منهم.
تخفيف الإجراءات الأمنية داخل مخيم الهول ترافق مع عودة معظم المنظمات الإغاثية والدولية الطبية للعمل بعد تهديدات سابقة أطلقتها هذه المنظمات بالخروج منه، عقب استهداف خلايا تنظيم داعش موظفي هذه المنظمات بشكل مباشر ما تسبب بمقتل عددٍ منهم، ناهيك عن عمليات سرقة محتويات المراكز الطبية والمؤسسات التعليمية داخل المخيم في وضح النهار وتحت تهديد السلاح.
في حين، أعادت فيه المؤسسات والمراكز التعليمية العائدة للمنظمات الأجنبية العاملة في المخيم، أعادت استقبال الطلاب الراغبين بمتابعة الدراسة عقب توقف معظم هذه المراكز لعدة أسابيع، بعد فرض “قسد” إجراءات أمنية مشددة على الهول، وبالذات على المراكز التي يقصدها أطفال عناصر تنظيم داعش من الجنسية الأوروبية.
مصادر محلية تحدثت عن تسهيل عملية استلام الحوالات المالية القادمة من خارج مخيم الهول، وذلك بعد فرض “الأسايش” رقابة شديدة على هذه الحوالات وعدم سماحها لنساء تنظيم داعش الأجانب باستلام أكثر من 300 دولار في الشهر الواحد، خوفاً من استخدام هذه الأموال في عمليات تهريب الأسلحة والممنوعات إلى داخل المخيم، أو تقديمها رشاوى لعناصر “قسد” من أجل تسهيل خروجهم من الهول.
المصادر ذاتها أشارت إلى تحسن حركة البيع والشراء داخل السوق المحلية بمخيم الهول مع تزايد كمية البضائع التي تدخل للمخيم وانخفاض أسعارها جزئياً مقارنة بالأسعار قبل عدة أسابيع، ناهيك عن توفر بعض السلع التجارية التي كانت مفقودة مثل الزيت والشاي والسكر والمعلبات، وأيضاً السماح بإدخال اللحوم الحمراء والدجاج إلى المخيم بشكل أفضل مع تخفيض أسعارها، ما زاد من إقبال النازحين على شرائها.
وفي السياق ذاته، أعلنت إدارة مخيم الهول السماح لأصحاب محلات صيانة الهواتف المحمولة بإعادة تفعيل الجوالات التي تم إيقاف عملها من قبل شركة الاتصالات التابعة للنظام “سيرياتل”، بسبب دخولها البلاد بطريقة غير نظامية وعدم تمريرها على مؤسسة الجمارك التابعة لها، الأمر الذي دفع عدد كبير من النازحين للتجمع على أبواب هذه المحلات بغرض تفعيل أجهزتهم وإعادة الشبكة إليها.
وتحدثت بعض المصادر الإعلامية عن قيام أصحاب محلات صيانة الهواتف المحمولة بدفع مبالغ مالية طائلة لمسؤولي إدارة المخيم للسماح لهم بإعادة تفعيل الأجهزة المتوقفة عن العمل من قبل شركة سيريتل، ناهيك عن تحصيل عناصر حماية المخيم “الأسايش” إتاوات مالية من أصحاب هذه المحلات للسماح لهم بالعمل.
والجدير بالذكر أن مخيم الهول للنازحين والذي يضم قرابة 57 ألف نسمة، يعاني قاطنوه من ظروف أمنية ومعيشية واقتصادية صعبة في ظل الإجراءات المشددة التي فرضت عليه من قبل إدارة المخيم، وقيام عناصر “الأسايش” باستهداف الأهالي وابتزازهم مادياً مقابل تقديم بعض الخدمات لهم، أو تأمين بعض الحاجيات الأساسية المفقودة داخل المخيم وخصوصاً الأدوية.
في الوقت الذي ارتفعت فيه معدلات جرائم القتل والسرقة داخل المخيم بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة، والتي لا تقف ورائها بالمجمل خلايا تنظيم داعش مع اتضاح وجود بعض العصابات المحلية العاملة في المخيم، والتي تقوم باستهداف قاطني المخيم تحت تهديد السلاح، ناهيك عن العمليات الأمنية المتكررة لـ “قسد” والتي تسببت في أكثر من مناسبة، بوقوع قتلى وجرحى بين صفوف النازحين المدنيين.