يختصر هذا المشهد لطفل سوري، يستظل تحت صورة كبيرة لرأس النظام “بشار الأسد” والرئيس الروسي “بوتين” ، في شارع أبو رمانة وسط العاصمة دمشق، بعد يوم شاق من العمل، ما آلت إليه البلاد بعد عشر سنوات من الحرب.
وثقت عدسة SY24 صورة هذا الطفل، الذي لايتجاوز العاشرة من عمره، فيستظل من حر الشمس، تحت لافتة كبيرة كتبت عليها عبارة “الحق يعلو”.
يمثل هذا الطفل شريحة كبيرة من السوريين الذين يعاركون في الحياة، لتأمين لقمة العيش، بالوقت الذي تحاصرهم صور من كان سبباً في شقائهم وبؤسهم، “ليعيش الحاكم ويفنى الشعب”.
عائلات كثيرة زجت بأطفالها في الشارع للعمل، إما لفقد المعيل في الحرب أو الاعتقال أو الهجرة، أو لعجزه عن العمل لإعاقة مستدامة أو عدم الحصول فرصة عمل، حيث تعد الأسباب الاقتصادية وتردي الوضع المعيشي والغلاء الفاحش من أبرز أسباب عمالة الأطفال.
تشكل ظاهرة “عمالة الأطفال” واحدة من أخطر الظواهر التي أفرزتها الحرب، وسبب في تسرب آلاف الطلاب من مدارسهم، واللجوء إلى سوق العمل في مختلف الأعمال التي لا تناسب بنيتهم الجسدية، فيما أختار قسم كبير منهم النزول إلى الشارع وامتهان أي عمل كبيع البسكويت أو المحارم، وغسيل السيارات وغيرها من المهن الشاقة التي بدأت آثارها السلبية تطفو على السطح.
إذ تقدر منظمة اليونيسيف في تقرير لها عام 2019، عدد الأطفال المتسربين في سوريا حوالي مليوني طفل، أي أكثر من ثلث الأطفال السوريين هم خارج المدرسة، ويواجه 1.3 مليون طفل خطر التسرب المدرسي.
بالوقت ذاته انتشرت ظاهرة تسول الأطفال أيضاً بشكل كبير، إذ يكاد لا يخلُ شارع من طفلين أو أكثر يومياً، يستعطفون الناس بطريقة ملحة للحصول على بعض الأموال.
في تقرير سابق لـ منصتنا، قالت أحلام الرشيد” ناشطة إنسانية ومسؤولة في لجنة حماية الطفل التطوعية، إن “هذه الظاهرة جريمة بحق الأطفال الذين تنتهك حقوقهم في التعليم الصحة واللعب كباقي الأطفال في العالم، وهذا الأمر يترك أثراً نفسياً سيئاً لدى الطفل كما قد يتعرض لخطر التحرش والاعتداء الجسدي و حوادث السير”.
وتضيف “الرشيد”، أن” الأطفال في الشوارع هم أكثر عرضة للمشاكل الصحيّة بسبب قضاء معظم أوقاتهم تحت أشعة الشمس في فصل الصيف، أمّا في فصل الشتاء فيُعانون من أمراض الجهاز التنفسي”.