انطلقت أعمال حصاد القمح في مدينة الرقة، أمس الخميس، وسط تخوف المزارعين من الحرائق التي قد تندلع في أي وقت، حيث شهد العام 2019 حرائق ضخمة في الرقة وريفها.
وقال المزارع “محمد العبد الله” 46 عاماً، من ريف الرقة الشمالي: “بدأت بحصد قمحي ولم ينضج بشكل كامل، أخاف أن تقع عليه شرارة ما ويضيع كل شيء بلحظة واحدة”.
“محمد” واحد من عشرات المزارعين الذين يؤمنون بالحصاد المبكر للقمح والشعير، ويفضلونه على التأخر و”المخاطرة” -على حد قولهم- بالوقوع ضحية لخطأ ما وشرارة تحرق” الأخضر واليابس”.
تجربة العام 2019 لأهالي الرقة مع الحرائق، تركت خوفا كبيرا في نفوسهم، حين التهمت النيران مساحات شاسعة في ذلك العام من محاصيل القمح والشعير، وخصوصاً أن ناحية الكرامة 26 كم، شرقي الرقة، شهدت هذا العام أول حالة لحريق قضم نصف حقل قبل أن يسيطر عليه الأهالي وفريق الاستجابة الأولية الذي هرع بشكل سريع للموقع وساعد الأهالي في إطفائه.
وقد وصلت عشرات الحصادات الزراعية القادمة من مناطق عين العرب وصرين والحسكة وريفها إلى الرقة بعد أن شارف حصاد الأراضي المروية بعلاً على الانتهاء، ولم يصدر إلى ساعته سعر الحصاد لهذا الموسم، الأمر الذي يُبقي المزارع تحت رحمة المفاجأة بسعر باهض من قبل أصحاب الحصادات الذين يشتكون بدورهم قلة الوقود المشغل لآلياتهم، على الرغم من تزويد الإدارة الذاتية لهم بوقود مدعوم بأسعار مخفضة.
“أبو صالح سعدون”، 49 عاماً، وهو صاحب حصادة زراعية قال: إن تسعيرة الحصاد التي حددتها الإدارة الذاتية بـ 35000 ليرة سورية للدنم الواحد، لا تتناسب معنا بالمقارنة مع كمية الأعطال التي تحدث أثناء العمل.
ومن وجهة نظر المزارع “علي العثمان” من ريف الرقة الشمالي فإن تسعيرة الحصاد ليست بالمشكلة الكبيرة بالنسبة له، في حال كان الموسم جيداً، لكن الخوف الأكبر والذي يؤرقه حالياً الحرائق التي قد تقضي على موسمه من القمح بشكل كامل.
وتتركز زراعة القمح في مدينة الرقة بشكل عام في ريف المحافظة الغربي والشمالي بشكل كبير جداً، نظرا لوجود المساحات الشاسعة المروية بقنوات الراحة التي تسببت أعطالها الكثيرة في عطش العشرات من الهكتارات في الريف الشمالي.
نحو 400 ألف دونم مزروعة بالقمح بحسب لجنة الزراعة والري من مجمل الأراضي المزروعة في الرقة، و قد بلغت تكلفة تجهيز دونم واحد من القمح ما يقارب الـ 300 ألف ليرة سورية، في حين أعلنت الإدارة الذاتية عن تسعيرة القمح للعام 2022، محددة إياها بـ 2200 ليرة سوريا للكيلو غرام الواحد.