شهد الشمال السوري، اليوم الأحد، تسجيل 3 حالات انتحار في مناطق متفرقة، الأمر الذي أثار حالة قلق غير مسبوقة بين سكان تلك المنطقة الذين يعانون من ظروف اقتصادية ومعيشية متردية أصلاً.
وحسب ما نقل مراسلنا في الشمال السوري، فإن الحالات توزعت وفق الآتي: انتحار رجل يبلغ من العمر 50 عاما، بعد أن أطلق رصاصة على نفسه في بلدة أبين شمالي مدينة إدلب، والحالة الثانية لشاب رمى نفسه من الطابق الثاني من أحد المباني في مدينة أعزاز.
ونقل مراسلنا “أنباء يتم تداولها بين الأهالي” عن حالة انتحار ثالثة وهي لفتاة تبلغ من العمر 22 عاما، بعد تناولها “حبة غاز” في مدينة دركوش بريف إدلب، لافتا إلى تباين الروايات حول الأسباب التي دفعت بهم للانتحار.
وارتفع عدد حالات الانتحار التي تم تسجيلها منذ مطلع العام الحالي إلى 33 حالة، حسب بيان صادر، اليوم، عن فريق “منسقو استجابة سوريا”.
وأضاف البيان أنه تم تسجيل 26 حالة انتحار أدت إلى الوفاة، بينها تسعة أطفال وعشر نساء، وتسجيل 7 حالات انتحار (فاشلة) بينها أربع نساء.
وذكر البيان أن حوالي 75% من حالات الانتحار تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث معدلات الفقر مرتفعة، وتشير الأدلة إلى وجود علاقة بين المتغيرات الاقتصادية والسلوك الانتحاري، كل هذا يمكن تفهمه بسبب حجم المشاكل التي يعاني منها الفقراء والآلام الناجمة عنها.
وتابع أن أغلب الاسباب التي دعت إلى تزايد هذه الأرقام هي الآثار الاقتصادية والنفسية والاجتماعية والبطالة والفقر وازدياد حالات العنف الأسري والاستخدام السيئ للتكنولوجيا، وانتشار المخدرات والتفكك الأسري بسبب الاوضاع الاقتصادية الصعبة.
وأنذر الفريق من أن هذه الأوضاع تستدعي مطالبة كافة الجهات بمعالجة هذه الظاهرة في كافة جوانبها، وإنشاء مراكز للتأهيل النفسي وتشكيل فرق خاصة لمكافحة ظاهرة الانتحار، وإطلاق حملات إعلامية لتكريس الضوء على مخاطر هذه الظاهرة وكيفية الحد منها.
ومنتصف أيار الماضي، تم تسجيل حالة انتحار لشاب يبلغ من العمر 16 عاما، جراء تناوله “حبة غاز” في مخيمات ” دير حسان بريف إدلب، في حين أرجعت المصادر السبب إلى “الضغط النفسي والقهر وقلة الوعي”.
وخلال الفترة ذاتها، قرع فريق “منسقو استجابة سوريا”، ناقوس الخطر محذراً من استمرار تسجيل عدد من حالات الانتحار ضمن السكان المدنيين شمال غربي سوريا.
وزادت في الفترة الأخيرة حالات الانتحار في الشمال السوري لأسباب كثيرة أهمها الفقر والعوز، بينما أرجع الطبيب النفسي “فؤاد الموسى” في حديثه لمنصة SY24، السبب إلى الضغوط النفسية التي يعيشها الأهالي بعد عشر سنوات من الحرب والنزوح والتهجير، مما خلف لديهم ردة فعل نفسية أوصلت البعض منهم إلى محاولة انتحار أو الانتحار فعلاً.