أعلن فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة “قوات سويا الديمقراطية”عن إنشاء مفرزة للغواصين بالقرب من جسر المدينة القديم، للحد من حالات غرق المواطنين الذين يقدمون على السباحة بنهر الفرات عقب ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف.
وقالت مصادر محلية، إن مفرزة الغواصين الجديدة ستعمل على تغطية منطقة السرير النهري الواقعة بين الجسر القديم والجسر الجديد بالمدينة، كما أنها ستقوم بتغطية قنوات الري الكبرى الموجودة في محيط الأراضي الزراعية بريف مدينة الرقة، والتي تتسبب في كل عام بغرق عشرات الأطفال الذين يقومون على السباحة بها دون علم ذويهم.
المصادر ذاتها أوضحت أن كل مفرزة تتكون من سيارة إسعاف مع سائقها ومجهزة بإسطوانة أوكسجين وبعض أجهزة الإسعاف الضرورية، بالإضافة إلى مسعف مدرب على إعطاء الإسعافات الأولية للمصابين بحالات الغرق لحين وصول الحالة إلى أقرب مركز صحي أو مستشفى، وأيضاً غواص محترف يعمل على مراقبة الأجواء العامة في مناطق ارتياد الشباب للسباحة وإنقاذ المدنيين من الغرق في النهر.
أهالي المدينة أكدوا أن هذه المفرزة ستساعد على حماية أبنائهم الذين يرتادون نهر الفرات كل عام للسباحة والاستجمام، بعد ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع مستمر للتيار الكهربائي، وطالبوا مجلس مدينة الرقة بتجهيز أكثر من فرقة تعمل على المناوبة بشكل دائم في منطقة السرير النهري للحد من حالات الغرق التي تحدث في المنطقة، وبالذات بعد وفاة أكثر من 8 أشخاص غرقا بنهر الفرات بالمدينة منذ بداية العام الجاري.
“عامر المحمد”، نازح من مدينة ديرالزور ومقيم في مدينة الرقة، ذكر أن “المنطقة تشهد في كل عام وفاة عدد كبير من الشباب نتيجة الغرق بنهر الفرات وعدم وجود فرق إنقاذ تستطيع مساعدتهم، مع غياب واضح لفرق الإسعاف الأولية وعدم وجود طريقة للاتصال بها بسبب انقطاع خدمة الهاتف المحمول بشكل متواصل، و ضعف تغطية الشبكة في المناطق البعيدة عن مركز المدينة”، على حد قوله.
وقال الشاب في حديثه لمنصة SY24: إن “إحداث هذه المفرزة يعد انجازاً بحد ذاته لأنها ستنقذ حياة عشرات الشباب والأطفال الذين يتعرضون للغرق بشكل سنوي بنهر الفرات وقنوات الري وبحيرة الطبقة الصناعية، لذلك من المهم تجهيز هذه الفرق بأحدث معدات الغوص لانتشال جثث الغرقى، وأيضاً تزويدها بأدوات الإسعاف الأولية الضرورية لإنقاذ من تستطيع إنقاذه”.
وأضاف أن “العديد من أهالي مدينة الرقة طالب مجلس المدينة بوضع قوانين تنظم عملية السباحة في نهر الفرات، وخصوصاً الأماكن العميقة في والتي تحتوي على دوامات و آبار وحفر مخفية، والتي تتسبب بغرق عدد كبير من الشباب كل عام، وتتلخص هذه المطالب بمنع الأطفال من السباحة في الأماكن غير المخصصة لهم، ووضع لافتات وإشارات تحذيرية تشير إلى عمق أماكن السباحة وقياس معدلات الخطر فيها، وأيضاً منع السباحة بشكل دائم بعد غياب الشمس وفي ساعات المساء نظراً لصعوبة عمليات الإنقاذ بالظلام”.
وتشهد جميع المدن والبلدات الواقعة على طول نهر الفرات شرقي سوريا والخاضعة لسيطرة “قسد” ارتفاع واضح في عدد حالات غرق المواطنين خلال فصل الصيف، مع ارتفاع درجات الحرارة فيه وغياب شبه كامل للتيار الكهربائي عن المنطقة، بالإضافة إلى تعاطي بعض هؤلاء الشباب للمخدرات والمشروبات الكحولية أثناء ممارستهم للسباحة، ما تسبب برفع معدل حالات الغرق بنهر الفرات خلال السنوات الماضية