الرقة.. صعوبات تواجه جمع محاصيل القمح هذا العام

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

مع بدء موسم حصاد القمح في شمال شرقي سوريا، أصبحت مشكلة انعدام المحروقات في المنطقة وارتفاع أسعارها تشكل عبئاً جديداً أثقل كاهل الفلاحين وأصحاب الحصادات، ما اضطر العدد الأكبر منهم إلى التوقف عن العمل لعدم قدرته على تأمين المازوت اللازم لتشغيل حصادته، والتي تحتاج إلى كميات هائلة منه لإكمال عملية حصاد القمح.

 

حيث دفع غياب المحروقات وارتفاع أسعارها بعض أصحاب الحصادات إلى رفع تسعيرة حصاد دونم القمح الواحد ليصبح أكثر من 35 ألف ليرة سورية دون الرجوع إلى “الإدارة الذاتية”، مبررين هذه الخطوة بأنها “الطريقة الوحيدة لتأمين ثمن المحروقات التي تحتاجها هذه الحصادات لإكمال عملية حصاد القمح دون تعرضهم لخسائر مالية”.

 

ويأتي ذلك في الوقت الذي تسبب فيه رفع أصحاب الحصادات لقيمة حصاد دونم القمح الواحد بخسائر مالية كبيرة للفلاحين، نتيجة ارتفاع تكلفة زراعة القمح هذا العام و اضطرار عدد كبير منهم للاستدانة على أرباح الموسم، من أجل تأمين المحروقات والمبيدات الحشرية والأدوية الضرورية اللازمة لإنجاح محصول  القمح هذا الموسم، والذي تراجع إنتاجه هذا العام بسبب ارتفاع تكاليف زراعته.

 

“ماهر الأحمد”، من أبناء مدينة الرقة ويعمل كسائق حصادة قمح، ذكر أن “الحصادة الواحد تحتاج إلى 400 لتر من المازوت بشكل يومي لإكمال حصاد أرض واحدة على الأقل، فيما تقوم الإدارة الذاتية بتقديم أقل من 100 لتر بسعر مدعوم، مما اضطر أصحاب الحصادات لشراء بقية الكمية من السوق السوداء بأسعار مضاعفة”.

 

وقال “ماهر” في حديثه لمنصة SY24: “كل يوم تبدأ عملية البحث عن المازوت في قرى ريف الرقة لتصل أحياناً عمليات البحث إلى ريف حلب وريف ديرالزور، من أجل تأمين المازوت اللازم لعمل الحصادة وإنهاء حصاد كافة الأراضي الزراعية المتواجدة في ريف الرقة، والتي أنتجت موسم جيد مقارنةً بموسم العام الماضي، ولكن غياب المحروقات ربما سيتسبب بخسارة هؤلاء الفلاحين مجدداً”.

 

وأضاف أن “سعر حصاد دونم القمح الواحد، يبلغ 10 آلاف ليرة سورية، بحسب تسعيرة الإدارة الذاتية، بينما يصل سعر حصاد دونم الأرض الواحد الآن أكثر من 30 ألف ليرة، وهو سعر جيد مقارنةً بالتكاليف المترتبة على الحصاد وثمن المحروقات و إيجار السائق وغيرها من المصاريف المترتبة على العملية”.

من جهتها، أوضحت لجنة الزراعة التابعة لـ “الإدارة الذاتية”، الجهة المدنية التي تدير مناطق شمال شرق سوريا، أوضحت أن كمية المازوت التي تم تحديدها لأصحاب الحصادات جاءت بحسب “دراسة عميقة ومتناسبة مع استهلاك الحصادات اليومي، وأيضاً مع قيمة محصول القمح الذي سيتم شراءه من الفلاحين”، على حد زعمها.

حيث تقدم “لجنة الزراعة” قرابة 15 لتر من المازوت للحصادات يتم توزيعها على خمس دفعات قيمة كل دفعة 3000 لتر من المازوت، في حين تم تخصيص 6 آلاف لتر من المازوت لأجهزة ضغط التبن يتم توزيعها على 6 دفعات متساوية، وتصل قيمة لتر المازوت الذي يتم توزيعه عبر اللجنة إلى 85 ليرة سورية، في الوقت الذي يتم فيه بيع اللتر في السوق السوداء بأكثر من 1000 ليرة.

مقالات ذات صلة