هاجمت مجموعة مسلحة مجهولة الهوية السوق المحلي لمخيم الهول للنازحين شرقي سوريا، وقامت بالاعتداء على عدد من تجار السوق وسلب مبلغ مالي من أحدهم تحت تهديد السلاح، وسط حالة من الفوضى، قبل أن تلوذ المجموعة بالفرار إلى جهة مجهولة.
عمليات السطو المسلح ازدادت خلال الآونة الأخيرة، نتيجة عدم قيام قوات الأمن الداخلي المسؤولة عن حماية المخيم بالتحقيق بهذه الحوادث وملاحقة المسؤولين عنها.
مصادر محلية داخل مخيم الهول للنازحين تحدثت عن تنافس واضح بين خلايا تنظيم داعش والعصابات المحلية على السيطرة والنفوذ داخل المخيم، مع محاولة كل من الطرفين فرض سياساته وأجنداته على النازحين، الذين باتوا هم الطرف الخاسر في هذه المعادلة، بسبب الخسائر المادية التي يتعرضون لها بشكل مستمر.
وأوضحت المصادر ذاتها، أن الخلافات بين خلايا التنظيم المتشددة داخل المخيم مع أفراد هذه العصابات تسببت بوقوع حرب سرية بين الطرفين، راح ضحيتها عدد من أفراد تنظيم داعش المتشددين الذين يرفضون عمل هذه العصابات كونها لا تتوافق مع أجندتها، في الوقت الذي تجد فيه هذه العصابات أن وجود التنظيم في المخيم يهدد تجارتها الممنوعات مثل المخدرات والدخان والمشروبات الكحولية.
عناصر من تنظيم داعش وجهوا النداء الأخيرة لأصحاب بسطات بيع الدخان داخل السوق المحلي بمخيم الهول، وطالبهم بالكف عن بيعه وإتلاف كل ما يملكونه من مواد ممنوعة وسط السوق وبشكل علني، مهددين الرافضين لهذا القرار بأقصى العقوبات التي قد تصل إلى القتل.
“أم براء”، من أهالي مدينة ديرالزور ونازحة سابقة بمخيم الهول، ذكرت أن “العصابات المحلية المتواجدة داخل المخيم تتحكم بتجارة المخدرات والمشروبات الكحولية والدخان”.
وقالت السيدة في حديثها لمنصة SY24:” هناك حرب غير معلنة بين خلايا تنظيم داعش والعصابات داخل مخيم الهول، التي نرى نتائجها كل يوم تقريبا مع عمليات القتل والتنكيل وحرق الخيام والتهديدات التي تطال النازحين من أفراد الجهتين، وبالذات جرائم القتل وعمليات الاغتيال التي يذهب ضحيتها عناصر من خلايا التنظيم أو أفراد من هذه العصابات نسوة كانوا أو رجال”.
وأضافت أن “الطرفان يحاولان بسط السيطرة على المخيم وعلى النازحين المتواجدين فيه وفرض أجنداتهم عليهم، ففي الوقت الذي تحاول فيه خلايا داعش إعادة ما تسميه أمجاد الخلافة، تحاول العصابات الإجرامية نشر المخدرات والدخان والمشروبات الكحولية التي تحقق من ورائها أرباح خيالية، بسبب الظروف النفسية التي يعاني منها قاطنو المخيم واتجاه عدد كبير منهم لتعاطي هذه الممنوعات”.
يذكر أن مخيم الهول للنازحين، والذي يقطنه قرابة 57 ألف نسمة نصفهم من النازحين العراقيين، يعاني من انفلات أمني كبير نتج عنه ارتفاع معدلات الجرائم المرتكبة داخله، إضافة إلى غياب معظم الخدمات الأساسية والصحية وغياب الرقابة الداخلية عليه.