يعيش أهالي المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري والميليشيات الإيرانية والمحلية المتحالفة معه، ظروفاً حياتية صعبة بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، وزيادة عدد ساعات قطع التغذية عن المواطنين وتخفيض ساعات الوصل، بالتزامن مع دخول فصل الصيف وارتفاع كبير في معدل درجات الحرارة، التي من المتوقع أن تبلغ أكثر من 40 درجة مع دخول شهر آب القادم.
حيث بلغت ساعات قطع التيار الكهربائي عن المواطنين أكثر من 7 ساعات متواصلة مع فترة وصل لا تتجاوز 15 دقيقة، وهو ما تسبب بتعطل عدد كبير من أجهزة المواطنين الكهربائية، وعدم قدرتهم على إيصال المياه إلى الخزانات بسبب توقف محركات الضخ المنزلية، ناهيك عن تلف في المواد الغذائية المحفوظة داخل الثلاجات المنزلية “المونة”، ما تسبب بخسائر مادية كبيرة لهم.
شركة كهرباء النظام بمدينة ديرالزور حمَّلت كلاً من تنظيم داعش والعواصف الرملية مسؤولية انقطاع التيار الكهربائي، بسبب انقطاع كابلات نقل التغذية المتواجدة خارج المدينة نتيجة قوة الرياح خلال العواصف التي ضربت المدينة الشهر الماضي، وعدم قدرة عمال الكهرباء الوصول لهذه الخطوط وإصلاحها بسبب الهجمات المتكررة لتنظيم داعش في البادية السورية.
بينما اتهم سكان المدينة حكومة النظام بالتقاعس عن إصلاح الأعطال التي تصيب شبكة نقل الطاقة الكهربائية داخل المدينة وخارجها بشكل مستمر، مع قيام عناصر ميليشيا الدفاع الوطني بالتعاون مع أجهزة أمن النظام بسرقة محولات الكهرباء والكابلات النحاسية من أحياء المدينة وبيعها خارج المدينة بمبالغ ضخمة.
“ميساء الحسين”، موظفة في مديرية مياه مدينة ديرالزور ومقيمة في حي القصور، ذكرت أن “انقطاع التيار الكهربائي المستمر والمتواصل تسبب تلف معظم المونة التي قامت بتحضيرها خلال فصل الشتاء، ما اضطرها إلى إخراجها وتوزيعها على الأقارب والجيران”، على حد قولها.
وقال السيدة في حديثها لمنصة SY24: إن “انقطاع الكهرباء في هذا الوقت من السنة يعني أننا سنعيش أسوأ فصل صيف في تاريخ المدينة، لأن العواصف الرملية لم تتوقف منذ شهر ودرجات الحرارة بازدياد مستمر وفترات وصل الكهرباء لا تتجاوز ربع ساعة وأحياناً أقل، الأمر الذي يعيدنا إلى فترة حصار داعش للمدينة قبل خمسة أعوام”.
وأضافت أن “أهالي المدينة طالبوا شركة الكهرباء بزيادة عدد ساعات الوصل خلال الشهر الجاري بسبب امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوية، والطلاب بحاجة لتهيئة المناخ المناسب للدراسة وتوفير الإنارة الكافية لهم لكي يتمكنوا من إنهاء دروسهم، ولكن النظام قام بزيادة ساعات القطع وخفض دقائق الوصل وكأنه يريد معاقبة طلاب المدينة وحرمانهم من الدراسة”.
والجدير بالذكر أن مدينة ديرالزور تعاني إهمالاً متعمداً من قبل حكومة النظام مع غياب واضح للخدمات الأساسية المقدمة للمواطنين من ماء وكهرباء وصحة وتعليم، الأمر الذي انعكس بدوره سلباً على حياة الأهالي الذين باتوا يعانون بشكل كبير من عدم تأمين هذه الخدمات، ما اضطرهم إلى البحث عن طرق أخرى لتحسين واقعهم المعيشي، أو التفكير بالسفر خارج مناطق سيطرة النظام التي أصبحت تفتقر لأدنى مقومات الحياة.