تشهد مدينة ديرالزور، الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية والمحلية الموالية له، زيادةً ملحوظة في عدد تجار ومتعاطي المواد المخدرة وخصوصاً بين الشباب والشابات، بعد أن أغرقت هذه الميليشيات الأسواق المحلية للمدينة بكميات كبيرة من المواد والحبوب المخدرة وبأسعار رخيصة جداً.
مصادر محلية أكدت تورط قادة وعناصر في ميليشيا الدفاع الوطني والميليشيات الإيرانية بتجارة المخدرات في المدينة، بالتعاون مع فرع الأمن العسكري والفرقة الرابعة بجيش النظام، واللذان يسهلان عملية إدخال المواد المخدرة إليها، وترويجها للشباب بشكل شبه علني داخل الكليات والمعاهد والأسواق التجارية، وبيعها لهم بأسعار مخفضة نسبياً.
المصادر ذاتها أوضحت قيام قادة في ميليشيا الدفاع الوطني باستغلال مدمني المواد المخدرة، والذين لا يملكون ثمن شراءها، بعمليات الترويج لها بالمدينة أو نقلها إلى مناطق سيطرة “قوات سورية الديمقراطية” على الضفة الشرقية لنهر الفرات وبيعها هناك، معرضين حياتهم لخطر القتل أو الاعتقال مقابل بعض غرامات من المواد المخدرة يتعاطونها.
أهالي المدينة اعتبروا أن هذه الظاهرة من الظواهر الدخيلة على المدينة، والتي قدمت مع دخول الميليشيات الإيرانية والعراقية، وعدم قيام أجهزة النظام الأمنية بمحاسبة مروجي ومتعاطي هذه المواد من عناصر هذه الميليشيات لعدم وجود أي سلطة لديها لاعتقالهم، إضافة إلى تورط قادة هذه الأجهزة الأمنية بتجارة المخدرات بالمدينة.
“خالد الحسين”، طالب في كلية الحقوق بمدينة ديرالزور وأحد سكان حي القصور، ذكر أن “ظاهرة تعاطي المخدرات داخل الحرم الجامعي باتت إحدى المشاهد اليومية التي نراها في الجامعة، وبالذات مع وجود عدد من طلاب الجامعة المنتسبين للميليشيات المسلحة بالمدينة يقومون بالترويج لهذه المواد بين الطلاب والطالبات، الذين وجدوا فيها ضالتهم للهرب من ضغوط الحياة المتعددة”، على حد تعبيره.
وقال الشاب في حديثه لمنصة SY24: إن “أكثر من 70 ٪ من طلاب الجامعة يتعاطون المخدرات بشكل شبه يومي دون رقابة أهلية أو حكومية عليهم، وهو ما قد يتسبب بآثار جانبية خطيرة على حياتهم وبالذات مع الأنواع الجديدة من المخدرات والحبوب المخدرة التي يتم طرحها بالأسواق، والتي تحتوي بعض المواد الكيميائية التي تؤثر بشكل مباشر على الإدراك والحس والعقل، ما قد تدفع البعض من هؤلاء الشباب إلى الانتحار”.
وأضاف أن “الغريب أننا أصبحنا نرى طالبات بالجامعة يتعاطون المواد المخدرة بشكل كبير وهو أمر بالغ الخطورة على حياتهم، بسبب بنية جسد الفتيات الضعيف وغير القادر على تحمل النتائج السلبية للمخدرات، ناهيك عن استغلال بعض تجار المخدرات لهؤلاء الشابات وابتزازهم مقابل حصولهم على المخدرات بطريقة شبه مجانية”.
وأوضح أن “حالات الانتحار والقتل والجرائم المرتبطة بالمخدرات من سرقة المنازل والمحال التجارية وحتى سرقة الأهل من قبل الشباب باتت ظاهرة شبه يومية بالمدينة، والتي حولت حياة هؤلاء الشباب إلى ما يشبه الجحيم دون وجود أي عقوبات رادعة لمروجي هذه المواد، أو مراكز صحية مؤهلة لمعالجة الشباب المدمنين عليها”.
وتعتبر ميليشيا حزب الله اللبنانية من أكبر الميليشيات التي تعمل على زراعة وصناعة وترويج المخدرات في المنطقة، مع قيامها بتصديرها إلى دول الجوار بشكل مباشر وبكميات كبيرة، حيث استطاعت الأردن والسعودية ومصر واليونان وإيطاليا وغيرها من الدول، إيقاف شحنات كبيرة جداً من المخدرات تقدر بمليارات الدولارات كانت قادمة من الموانئ البحرية السورية والمطارات اللبنانية.