احتدمت المعارك والمواجهات العسكرية بين فصائل “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، ووصلت الاشتباكات إلى أطراف مدينة الباب بريف حلب الشرقي، كما شهدت المنطقة مواجهات في مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام”.
وأصدرت حركة “أحرار الشام الإسلامية” يوم السبت 18 حزيران بياناً طالبت فيه فصيل “الجبهة الشامية” التابع للجيش الوطني إلى التوقف الفوري عن قتال الحركة.
وطلبت الحركة من قيادة “الفيلق الثالث” التوقف الفوري عما وصفته بـ “الممارسات اللا مسؤولة” وحمّلتها وجميع من تسبب في هذا التصعيد مسؤولية التبعات التي ستترتب على هذا السلوك.
وجاء في البيان الذي حصل موقع SY24 على نسخة منه: “يتكرر هذا الموقف المخزي للمرة الثانية على التوالي أثناء التحضير لمعارك التحرير المرتقبة، مما يطرح العديد من التساؤلات حول بواعث هذا السلوك، خصوصاً مع بدء العصابات الانفصالية هجوماً على محور “عبلة” أسفر عن مقتل أفراد عائلة كاملة”، وفقاً للبيان.
واندلعت اشتباكات عنيفة واسعة المدى بين حركة أحرار الشام الإسلامية والجبهة الشامية، وذلك بعد انشقاق فصيل تابع لـ “أحرار الشام” عن الفيلق الثالث التابع للجيش الوطني والذي يعمل تحت إطاره بشكل ظاهري لـ “الجبهة الشامية”.
ووقعت معارك عنيفة بين فصيلي “أحرار الشام القطاع الشرقي” (الفرقة 32) و”الجبهة الشامية” في قريتي عبلة وتل بطال على أطراف مدينة الباب بريف حلب الشرقي، وأنباء تتحدث عن وقوع 5 قتلى وجرحى وجملة من الاعتقالات.
ونشر “الفيلق الثالث” على معرفاته الرسمية تسجيلاً يظهر أسر عددٍ من عناصر “أحرار الشام” بينهم قيادي، وذلك بعد سيطرته على مقرات تابعة لهم في قرى “الواش ودوير الهوى وقعر كلبين واشدود وبرعان وباروزة وتل بطال وعبلة” بريف حلب.
وانقطعت العديد من الطرق المؤدية بين عدة قرى والواصلة بمدينة الباب، كما سيطر “الفيلق الثالث” على عدة مقرات ونقاط تابعة لـ “أحرار الشام”. ونشرت الشبكات المحلية تسجيلات مصورة عن وقوع عدة عناصر من “الفيلق الثالث” أسرى بيد “الفرقة 32″، بالإضافة إلى تسجيلات مصورة لبعض عناصر “الفرقة 32” باعتزالهم القتال.
كذلك أغلق “الجيش الوطني” معبري الغزاوية ودير بلوط الواصلين بين مناطق نفوذ هيئة تحرير الشام في إدلب ومناطق نفوذ الجيش الوطني في شمال حلب.
الصحفي “خالد الخطيب” الذي يتابع تطورات الصراع كتب على تويتر: “إذا واصلت أرتال الهيئة وأصدقائها في أحرار الشام تمددها في المنطقة، الليلة، وبدون مقاومة فإن ما شاهدتموه اليوم وما سمعتموه حول القتال كان مقدمات لرسم خريطة سيطرة جديدة ومعدة مسبقاً. اما ان توقف التمدد وتراجع وحصلت صدامات فان الهيئة قد استغلت بالفعل القتال كمبرر لدخولها”.
واذا واصلت أرتال الهيئة وأصدقائها في أحرار الشام تمددها في المنطقة، الليلة، وبدون مقاومة فإن ما شاهدتموه اليوم وما سمعتوه حول القتال كان مقدمات لرسم خريطة سيطرة جديدة ومعدة مسبقاً.
— خالد الخطيب – Khaled Al-Khatib (@khaleedalkhteb) June 18, 2022
اما ان توقف التمدد وتراجع وحصلت صدامات فان الهيئة قد استغلت بالفعل القتال كمبرر لدخولها.
ويتهم ناشطون هيئة تحرير الشام بالحشد والتجييش الإعلامي لمساندة “أحرار الشام” واتخاذ المواجهات الأخيرة كذريعة للتدخل والتوغل في مناطق ريف حلب الخاضعة معظمها لسيطرة “الجيش الوطني السوري”.
وقال “الخطيب” في تغريدة أخرى: “يبدو أن الفيلق وقع في الفخ، معظم الفصائل التي سمحت بمرور سهل وسلس لأرتال الجولاني القادمة من إدلب الى عفرين، غالباً لن تشترك بالقتال، سيتركون الفيلق الثالث ليلاقي مصيره.
القسم الاكبر من قادات الفصائل لن يلبوا نداء المجلس الذي استقبلوا مشايخه مؤخراً والتقطوا معهم صور تذكارية مليئة بالمحبة والخشوع. pic.twitter.com/5lxzeIRVqr
— خالد الخطيب – Khaled Al-Khatib (@khaleedalkhteb) June 19, 2022
من جهته أصدر “المجلس الإسلامي السوري” بياناً اليوم الأحد 19 حزيران، اعتبر فيه أن التحرك العسكري من طرف “هيئة تحرير الشام” يعد مُحرّماً شرعاً بشكل قطعي”، مطالباً من عناصر الهيئة ألا يكونوا “بغاة وجزءاً من هذا العدوان” على حد تعبيره.
وتنضوي جميع الفصائل المذكورة تحت راية “الجيش الوطني السوري”، وتنشط في مناطق سيطرته التي تشمل ريفي حلب الشمالي والشرقي، إضافة إلى مدينتي رأس العين شمال غربي الحسكة وتل أبيض شمالي الرقة.