أكدت عدة مصادر محلية من داخل مدينة السويداء جنوبي سوريا، أن غلاء إيجارات المنازل باتت خيالية وغير مقبولة ولا تتناسب أصلاً مع القدرة المالية لكثير من السكان.
وحسب المصادر التي تابعتها منصة SY24، فإن الراتب الشهري للموظف لا يكفي لإيجار شقة صغيرة في مدينة السويداء، مضيفة أن إيجارات المنازل والشقق والمحلات عادت لتحلق من جديد.
وأوضحت أن إيجارات المنازل باتت تصل إلى نحو 300 ألف ليرة سورية، في حين أن أقل إيجار منزل بات يصل إلى 125 ألف ليرة سورية، بالتزامن مع ضعف القوة الشرائية والمادية للمواطن.
وحذّرت من أن غلاء الإيجارات للشقق والبيوت في السويداء قفز ثلاثة أضعاف منذ بداية العام الجاري، مضيفة أن هذه الظروف دفعت ناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر وسم هاشتاغ “شراء_ خيم”.
وأكدت المصادر أن شراء خيمة والسكن فيها على أطراف المدينة والعودة إلى القرون الوسطى، بات أرحم من تكاليف الإيجارات التي لم تعد تحتمل، طالما أن خدمة الكهرباء لا تتعدى ساعتين أو أكثر في اليوم الواحد وإيجار الشقق في ارتفاع دائم، وسط غياب الرقابة الحكومية ورقابة الضمير للكثير من أصحاب العقارات، حسب تعبيرها.
وأشار آخرون في ذات السياق إلى أن “العيش في الخيام والطبخ على الحطب” بات أرحم من معاناة البحث عن منزل للإيجار بسعر يتناسب مع دخل المواطن الشهري.
مصادر أخرى أرجعت سبب غلاء الإيجارات إلى “الطمع غير المسبوق من قبل أصحاب العقارات”، الذين يستغلون حاجة المواطنين دون الالتفات إلى أوضاعهم الاقتصادية ورواتبهم الشهرية المتدنية.
ولفت آخرون الانتباه إلى أن أقل إيجار منزل حتى في أرياف السويداء بات يصل إلى 50 ألف ليرة سورية في الشهر الواحد، يضاف إليها مصاريف المواصلات وغيرها من المصاريف الأخرى التي يتكبدها المواطن هناك.
وحمّل كثيرون النظام السوري وحكومته مسؤولية ما يجري، مطالبينهم في الوقت ذاته بزيادة الرواتب وإيجاد الحلول لأزماتهم الاقتصادية، ومعبّرين عن ذلك بالقول إن “راتب الموظف السوري لا يكاد يكفي لسد رمق طفل بعمر الورود”.
ولا تقتصر المعاناة من غلاء إيجارات المنازل على سكان مدينة السويداء فقط، بل يمتد الأمر إلى عدد من المحافظات الأخرى، إذ شكا سكان مدينة حمص، نهاية أيار الماضي، من ارتفاع أسعار إيجارات المنازل إلى مستويات وُصفت بـ “الخيالية”، مطالبين أصحاب العقارات النظر بعين العطف والرأفة إلى كل من ليس لديه قدرة على دفع هذه الإيجارات.
وحسب ما وصل لمنصة SY24، ذكر عدد من أبناء المدينة المتضررين من هذه الإيجارات المرتفعة، أن إيجار المنزل في مدينة حمص يصل اليوم إلى 300 ألف ليرة سورية.
ودفعت الظروف الاقتصادية المتردية في مناطق النظام السوري، إلى السخرية مؤخرًا من “الراتب الشهري” الذي يحصل عليه المواطن المقيم في تلك المناطق، معبرين عن تهكمهم بعبارة “لا يصلح للاستخدام سوى مرة واحدة!”.