طالت يد الاغتيالات في محافظة درعا الموجه التربوي “رئبال المقداد” يوم أمس الأربعاء، نتيجة الفلتان الأمني والتشبيح العلني الذي تشهده المنطقة منذ سيطرة النظام عليها،إذ تصاعدت وتيرة الاغتيالات في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ.
مراسلنا في درعا أكد أن “المقداد” تعرض للقتل على يد مسلحين مجهولين استهدفوا السرفيس الذي كان يستقله أثناء عودته من مدينة درعا عند الطريق الواصل بين بلدة السهوة ومدينة بصرى الشام، ثم أطلقوا النار عليه بشكل مباشر بعد إنزاله من الحافلة، ما أدى إلى مقتله على الفور.
وفي التفاصيل التي نقلها المراسل، أشار أن المسلحين غدروا بـ “المقداد” بعد أن طلبوا الحديث معه على انفراد عقب نزوله من الحافلة بحجة الكلام معه بعيداً عن بقية الركاب، ثم أطلقوا عليه النار ولاذوا بالفرار.
مشيراً إلى أن الفلتان الأمني الذي تشهده المنطقة ساهم في توسيع نطاق عمليات الاغتيال، دون أي تحرك من الأجهزة الأمنية، في المنطقة.
إذ أكد مراسلنا أن عملية الاغتيال وقعت في منطقة تقابل حاجز المخابرات الجوية التابع للنظام، وعلى مسافة تبعد أقل من 100 متر عنه، دون أن يتدخلوا لمعرفة ما جرى وسبب الطلاق النار وملاحقة الفاعلين، ما أثار غصباً شعبياً بين الأهالي.
مصادر محلية رجحت ضلوع النظام وميليشياته محلية بعملية الاغتيال بهدف إثارة الفوضى والفتنة بين أهالي درعا، بعدنا تم تصفية عدة شخصيات مهمة بينهم مدنيين وعسكريين ورؤساء مجالس محلية.
يذكر أن “المقداد” الذي يبلغ من العمر 55 عاماً، ينحدر من مدينة بصرى الشام، ويعمل كموجه تربوي في المجمع التربوي في مدينة بصرى الشام شرقي درعا.
وفي سياق متصل، استهدف مسلحون مجهولون بعبوة ناسفة سيارة المساعد أول في المخابرات الجوية “محمد حلوة” المعروف باسم “أبو وائل” إضافة إلى ثلاثة عناصر من مرافقيه، قرب دوار الحمامة في مدينة درعا، وذلك منتصف ليلة البارحة، إذ أسفر الاستهداف عن إصابتهم بجروح خطيرة وتم نقلهم جميعاً إلى المشفى في مدينة درعا.
وحسب ما أفاد به مراسلنا في المنطقة، أكد أن المدعو “محمد حلوة” يتزعم خلية الاغتيالات التابعة للمخابرات الجوية في أرياف درعا، وهو المسؤول المباشر عن أوامر الاغتيال فيها، كما يرأس حاجز مدخل مدينة درعا الشرقي أيضاً.
يذكر أن أصابع الاتهام تطال أجهزة النظام الأمنية التي تسعى إلى تصفية قادة ورجال التسويات، الذين كانوا قادة سابقين في صفوف المعارضة قبل سيطرة النظام على المحافظة 2018، إذ تشهد المنطقة منذ ذلك الحين إلى حد اليوم أحداثاً أمنية متصاعدة أبرزها تصاعد عمليات الاغتيال والتفجيرات والقتل والسرقة والخطف.