شهدت بلدة “ذيبان” الواقعة بريف ديرالزور الشرقي الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، قيام عدد من الأشخاص مجهولي الهوية برفع علم النظام السوري وسط البلدة قبل فرارهم إلى جهة مجهولة، ما دفع الأهالي إلى إنزال العلم بصورة عاجلة وحرقه.
أهالي البلدة اتهموا الخلايا التابعة للنظام السوري والميليشيات الإيرانية بالعمل على زعزعة استقرار المنطقة، عن طريق رفع أعلام النظام فيها وكتابة شعارات مؤيدة لرأس النظام السوري “بشار الأسد” على جدران المدارس، ناهيك عن اتهام هذه الخلايا بتنفيذ بعض عمليات الاغتيال وزرع عبوات ناسفة وتفجيرها وسط تجمعات المدنيين بغرض قتل أكبر عدد منهم.
نشاط الخلايا التابعة للنظام السوري ازداد بمناطق سيطرة “قسد” بريف ديرالزور مؤخراً، وخصوصاً مع تسلل عدد من عناصر هذه الخلايا إلى المنطقة عبر المعابر النهرية غير النظامية التي تديرها شبكات من المهربين المرتبطين بأجهزة النظام الأمنية والمتعاملين معها، بالتزامن مع الانفلات الأمني الكبير الذي تشهده المنطقة مؤخراً.
مصادر محلية تحدثت عن قيام أجهزة النظام بتجنيد عدد من شباب المنطقة عبر عمليات “التسوية الطوعية” التي أجرتها مؤخراً بمدينة ديرالزور، وأعادتهم إلى بلداتهم بعد توجيه أوامر معينة لهم باستهداف بعض الشخصيات العشائرية، وأعضاء المجالس المحلية التابعة ل”الإدارة الذاتية”، وإشعال الفتن والتسبب باقتتال عشائري بين أهالي المنطقة بهدف زعزعة استقرارها.
المصادر ذاتها أشارت إلى ارتفاع معدل الجريمة و ازدياد واضح في حالات الاقتتال العشائري في المنطقة خلال الأسابيع الماضية، مع تنامي تجارة المخدرات والحبوب المخدرة “الكبتاجون” بين الشباب مع انخفاض أسعارها مقارنةً بأسعار المخدرات العالمية، ناهيك عن عمليات الخطف والتعذيب التي راح ضحيتها عشرات الشباب المعارضين للنظام السوري.
وكان أهالي مدينة البصيرة بريف ديرالزور قد اتهموا خلايا تابعة للنظام بتصفية الشاب إبراهيم العطية ” أبو بكر القادسية”، أحد أبرز معارضي النظام السوري في المنطقة، وقائد ما يسمى ب”جيش القادسية” أحد أكبر فصائل المعارضة السورية المسلحة، والذي خاض معارك عنيفة ضد قوات النظام قبيل قدوم تنظيم داعش إلى المنطقة وسيطرتهم عليها.
“ماهر الحسين”، صاحب بقالية في مدينة البصيرة وأحد أبنائها، أكد “تواجد عدد من الموالين للنظام في المنطقة وبالذات مع فتح المعابر البرية وعدم قيام قوات سوريا الديمقراطية المتواجدة على الحواجز بالتدقيق بهويات القادمين من مناطق النظام، أو معرفة دوافعهم للعودة في هذا الوقت إلى مدنهم وقراهم”، على حد قوله.
وقال الشاب في حديثه لمنصة SY24: إن “عملية رفع أعلام النظام في بلدات ريف ديرالزور تكررت مؤخراً والجميع يعلم مالهدف منها، ولكن في نفس الوقت أصبحت هذه العملية تحمل أبعاد أخرى منها تأكيد وجود خلايا للنظام في المنطقة، وعدم قيام قسد بالتحرك ضدها في ظل التقارب الكبير بينهما وبالذات مع التهديدات التي أطلقتها فصائل الجيش الوطني باحتمال شن عملية عسكرية في مناطق شمال سوريا”.
وأضاف أن “قسد لديها علاقات قوية مع النظام والدليل أنها تقوم بدعمه عبر توريد النفط والمحروقات إليه بشكل مباشر وباسعار أقل من الاسعار التي تبيعها للمواطن في مناطق سيطرتها، ولهذا فإن عناصرها وحواجزها الأمنية لا تتعامل بجدية مع إدخال أعلام النظام إلى المنطقة أو التحقيق وراء الدوافع الحقيقية لعودة بعض الأشخاص المعروفين بولائهم لبشار الأسد إلى مدنهم وقراهم في هذا الوقت”.
ويذكر أن “قوات سوريا الديمقراطية” قد أعلنت في وقت سابق من الشهر الماضي ، توقيف عناصر تابعين لميليشيا الحرس الثوري الإيراني يرتدون لباس قوى الأمن الداخلي ويقومون بعمليات سلب وتشليح المواطنين على طريق الخرافي الواصل بين دير الزور والحسكة، بهدف “تشويه صورة الأسايش وخلق حالة من العداء والكراهية ضدها لدى أبناء المنطقة”، على حد تعبير مصادر في “الإدارة الذاتية”.