أطلقت حسينية “الإمام الرضا” في بلدة حطلة بريف ديرالزور الشمالي برنامجاً ترفيهياً يستهدف أطفال البلدة دون سن الـ 15، يتضمن أخذ الأطفال في رحلات خاصة إلى المزارع التي استولت عليها الميليشيات الإيرانية بريف ديرالزور الشرقي، والقيام بعدة نشاطات رياضية ومسابقات دينية خاصة بالمذهب الشيعي، بإشراف مدربين من الجنسيات السورية والعراقية والإيرانية، وتحت حراسة عناصر من ميليشيا الحرس الثوري الإيراني.
حيث تضمنت النشاطات دروساً في تعليم السباحة وبعض التدريبات الرياضية مع إطلاق الأطفال صيحات طائفية مثل “يا علي ويا حسين ويا زينب”، ناهيك عن تعليمهم كيفية فك وتركيب قطع السلاح الفردية من نوع كلاشنيكوف، بالإضافة إلى بعض الدروس بالمذهب الشيعي يقدمها معمم من الجنسية العراقية.
مصادر محلية أكدت أن حسينية “الإمام الرضا” المدعومة من طهران بشكل مباشر عمدت، خلال الفترات السابقة، على استغلال الظروف المعيشية الصعبة لأبناء بلدات “حطلة ومراط وخشام”، وقامت باستقطاب أطفالهم و إعطائهم دروساً بالمذهب الشيعي مقابل تقديمها رواتب شهرية لهؤلاء الأطفال، بالإضافة إلى توزيع سلال غذائية ومساعدات إغاثية لعائلاتهم وبشكل متقطع.
ولفتت المصادر ذاتها إلى طلب المسؤولين عن حسينية “الإمام الرضا” في بلدة حطلة من جميع منتسبينها الجدد بأن يرفعوا رايات الميليشيات الطائفية فوق منازلهم، وداخل محالهم التجارية وعلى سياراتهم الخاصة وأن يستمروا بوضع الأغاني واللطميات الشيعية بشكل دائم وبصوت مرتفع، لإثبات انتمائهم وضمان استمرار حصولهم على المساعدات المالية والعينية من الحسينيات والمراكز الثقافية الإيرانية الموجودة في البلدة.
“ابراهيم الخليل”، سائق سيارة أجرة وأحد أبناء بلدة حطلة بريف ديرالزور الشمالي، أكد أن “عدد أبناء القرية الذين دخلوا بالمذهب الشيعي لا يتجاوز الـ 5% من مجمل سكانها، ولكن بسبب هروب أهالي القرى السبعة من المنطقة وتوطين بعض العائلات الشيعية القادمة من قرى ريف ديرالزور، بالإضافة إلى عائلات مقاتلي الميلشيات العراقيين التي سكنت المنطقة، بات عدد الشيعة في البلدة أكثر بكثير من عدد السنة”، على حد قوله.
وفي حديثه لمنصة SY24 قال: “لدي أقارب ومعارف كثر من أبناء البلدة دخلوا بالمذهب الشيعي قبل الثورة السورية، وذلك لمصالح شخصية أهمها الحصول على وظيفة أو الدخول في سلك الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية، وضمان استمرار حصولهم على رواتب شهرية مقدمة من السفارة الإيرانية بدمشق، ولكن 1% منهم فقط اقتنع بهذا المذهب واتخذه دينا له”.
وأوضح أن “المسؤولون عن الحسينيات والمراكز الثقافية الإيرانية يعرفون أن أهم الأهداف بالنسبة لهم هم الأطفال وليس الكبار، ولهذا باتوا يقدمون لهم كل ما يحتاجونه من رحلات ترفيهية ومسابقات رياضية وغيرها من النشاطات التي تستهدفهم بشكل مباشر، في محاولة منهم جذبهم إليها وإغرائهم للدخول بالمذهب الشيعي”.
وأضاف أن “الأوضاع المعيشية للأهالي دفعت بهم لإرسال أطفالهم للتعلم بالحسينيات والمراكز الثقافية الإيرانية التي تقدم لهم مساعدات غذائية ورواتب شهرية، ولكنها في نفس الوقت تعمل على امتحان هؤلاء الأطفال كل فترة بعد تقديمها لهم كتيبات خاصة بالمذهب الشيعي، أو الطلب منهم حفظ بعض اللطميات الشيعية التي يتم فيها سب الصحابة والمذهب السني”.
يشار إلى أن حسينية “الإمام الرضا” ليست أول حسينية في بلدة حطلة، حيث قامت السفارة الإيرانية بدمشق بتمويل بناء عدة حسينيات في البلدة وفي بلدات ريف ديرالزور الغربي قبل أكثر من 30 سنة، وبدعم كامل من النظام السوري، والذي قام بتعيين عدة أشخاص محسوبين عليه كمشرفين على هذه الحسينيات وبرواتب شهرية.
ويعد الرقيب أول “عمر حمادي” أول المتشيعين في بلدة حطلة مع “ياسين معيوف”، وأحد أبرز المدعومين من قبل الميلشيات الإيرانية والنظام السوري في البلدة، والذين أشرفوا على تشييع قسم من أقاربهم مقابل رواتب شهرية كانت تقدمها لهم السفارة الإيرانية في دمشق، والتي تصل إلى 8 الالف ليرة سورية آنذاك، أقل من 200 دولار للشخص الواحد، مقابل استمرارهم باعتناق المذهب الشيعي.