دعا فريق “منسقو استجابة سوريا”، اليوم الأربعاء، المجتمع الدولي لحماية المدنيين شمال غربي سوريا من خروقات النظام السوري وروسيا، مستنكرا في الوقت ذاته تجاهل تلك الخروقات إرضاء لروسيا التي تمارس الابتزاز السياسي بورقة السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى تلك المنطقة.
وذكر الفريق في بيان اطلعت منصة SY24 على نسخة منه، أن خروقات النظام السوري وروسيا لاتفاق وقف إطلاق النار في شمال غرب سوريا، مستمرة دون وجود أي رادع لإيقاف تلك الهجمات المستمرة.
وأشار إلى أن هذه الخروقات تجاوز عددها أكثر من 2122 خرقاً منذ مطلع العام الحالي، إضافة إلى غارات الطيران الحربي الروسي، واستهدافات “قوات سوريا الديمقراطية” لمناطق شمالي وشرقي حلب.
ولفت إلى أن هذه الخروقات المستمرة التي لو توقفت وأظهر المجتمع الدولي التزاماً حقيقيا بحماية المدنيين، لكانت سبباً في عودة أكثر من مليون مدني من مناطق النزوح، وكانت أعطت المجال أمام إعمار تلك المناطق لضمان عودة الأهالي إليها إضافة إلى عودة الآلاف من المدنيين إلى الداخل السوري من تركيا ومناطق أخرى.
واعتبر أنه فيما لو تحقق الأمان في تلك المناطق، فإن ذلك من شأنه ضمان عودة دوران العجلة الاقتصادية وخلق فرص عمل إضافية تتناسب مع الرقعة الجغرافية الآمنة.
وذكر أن الخروقات المستمرة تتزامن مع انشغال الجميع بكيفية إرضاء روسيا لإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود لمدة عام جديد، وإرضاء النظام السوري بمشاريع جديدة لإعادة الأعمار كما يحصل في عدة مناطق أبرزها مدينة حلب الواقعة تحت سيطرة ميليشيات أجنبية مسلحة مصنفة على قوائم الإرهاب الدولي.
وأكد الفريق على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود بعيدا عن الرضوخ لروسيا، لافتاً إلى أنه من الضروري قبل كل شيء إيقاف تلك الخروقات التي حرمت الملايين من المدنيين من العودة إلى منازلهم.
من جهته، نقل تحالف المنظمات السورية غير الحكومية عن “مارك كتس” نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا قوله “تعتبر آلية وصول المساعدات عبر الحدود من تركيا إلى شمال غرب سوريا بمثابة شريان حياة حيوي لملايين الأشخاص، وبدونها سيعاني الناس من الجوع، والكثير من المرضى لن يعالجوا، وسيقل الوصول إلى المياه النظيفة وستكون هناك أزمة كبيرة، لا يمكننا التخلي عن الشعب السوري. من الضروري أن يستمر العاملون في المجال الإنساني بالوصول الآمن والمستدام إلى السكان المدنيين المعرضين للخطر، ولهذا السبب ندعو مجلس الأمن إلى تمديد قراره بشأن المساعدات عبر الحدود”.
وفي السياق ذاته، قال فريق الدفاع المدني في بيان مقتضب “كيف لمن قتل وهجّر السوريين ودمر منازلهم واستخدم السلاح الكيماوي، ويخفي في سجونه عشرات آلاف المعتقلين، أن يكون رحيماً في إدخال المساعدات إلى من ارتكب الجرائم بحقهم”، مؤكداً أنه “لا بديل عن إدخال المساعدات عبر الحدود دون أي خضوع للابتزاز السياسي من قبل روسيا”.
وصباح اليوم، شنت الطائرات الحربية الروسية غارات جوية استهدفت محيط قرى شنان وسرجة وبينين جنوبي إدلب، حسب فريق الدفاع المدني السوري.
وفي 10 تموز/ يوليو الجاري، سيصوّت مجلس الأمن على قرارٍ بخصوص تجديد آلية المساعدة الإنسانية عبر الحدود لسوريا، وهي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها إيصال المساعدات وعدم تحويل مسارها عن طريق النظام السوري للاستفادة منها.