أرسلت الميليشيات الإيرانية تعزيزات عسكرية إلى بلدة حطلة الواقعة على خطوط التماس بين مناطق النظام ومناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” في ريف ديرالزور الشمالي، وذلك عقب انسحاب معظم القوات الروسية والميليشيات المسلحة الموالية لها من البلدة لأسباب مجهولة، مع بقاء مقر واحد يضم مجموعتين من الشرطة العسكرية الروسية ومترجم وعدد من عناصر الحراسة التابعين لميليشيا لواء القدس الفلسطيني التابعة لها.
التعزيزات العسكرية التي أرسلتها الميليشيات الإيرانية ضمن حوالي 5 سيارات دفع رباعي مزودة بمضادات أرضية من نوع 23 ملم، وراجمة صواريخ من نوع غراد تم إدخالها إلى بلدة حطلة بسيارة نقل داخلي مدنية، بالإضافة إلى 40 عنصر محلي من ميليشيا فاطميون وميليشيا الحرس الثوري الإيراني جميعهم تحت إشراف قيادي إيراني الجنسية.
مصادر خاصة ذكرت لمنصة SY24، أن هذه التعزيزات جاءت بعد عدة أيام من دخول دفعة جديدة من الأسلحة والذخائر قادمة من العراق عبر معبر السكك البري غير الشرعي وبإشراف مباشر من ميليشيا الحرس الثوري، وتضم هذه التعزيزات صواريخ مضادة للدروع وراجمات صواريخ ومدافع هاون ثقيلة وكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر الخفيفة والمتفجرات.
المصادر ذاتها أوضحت أن معظم هذه الذخائر سيتم نقلها إلى المواقع العسكرية الجديدة التي انتقلت إليها الميليشيات الإيرانية في ريف ديرالزور الشمالي وفي بادية البوكمال والميادين، بينما سيتم نقل القسم الأكبر منها إلى المقر العسكري الجديد الذي يتم بناؤه في بادية الرقة الجنوبية بالقرب من قرية “دبسي فرج”، والتي تعمل على بنائها بالتعاون مع مؤسسة الإسكان العسكري التابعة للنظام وتحت إشرافها المباشر.
وتأتي هذه التحركات عقب ازدياد حدة التوتر بين الميليشيات الإيرانية وقوات التحالف الدولي، عقب قيام الأخير بتوجيه عدة ضربات جوية استهدفت مواقع هذه الميليشيات في عدد من المناطق السورية، والتي تسببت بمقتل عدد كبير من عناصرها وخسارتها كميات من الأسلحة والذخائر التي كانت تخفيها داخل المواقع المستهدفة.
في الوقت الذي تستمر فيه الميليشيات الإيرانية بتعزيز مواقعها العسكرية على نقاط التماس مع مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، في محاولة منها الضغط عليها بهدف القبول ببعض الشروط السياسية لصالح النظام السوري، والتخلي عن بعض حقول النفط والغاز التي تديرها، وعدم ملاحقة عناصر الميليشيات الإيرانية الذين يدخلون مناطقها بغرض تنفيذ عمليات اغتيال تطال معارضي النظام السوري وقيادات عشائرية وشعبية مدنية.