تشهد مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” ارتفاعاً كبيراً في أسعار أضاحي العيد نتيجة ارتفاع تكاليف تربيتها، مع غلاء أسعار الأعلاف والأدوية الخاصة بها وغياب المراعي الطبيعية بسبب ضعف الهطولات المطرية هذا العام، ما تسبب بضعف في الإقبال على شرائها من الأهالي بسبب الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي يعانون منها.
حيث تراوح سعر الأضحية في المدينة اليوم بين ال375 ألف ليرة سورية وال 450 ألف، ويعزو أصحاب الأغنام هذا الإرتفاع إلى “جودة أغنامهم التي عملوا منذ وقت مبكر على علفها بشكل جيد والاهتمام بها بشكل خاص” لتكون أضحية مناسبة للراغبين أداء هذه السنة النبوية الشريفة”، على حد تعبيرهم.
“أحمد عبد الجليل”، نازح من ريف دمشق، دأب على تأدية أضحية العيد كل عام حتى في أشد حالات النزوح التي مر بها بؤساً، إلا أنه “فوجئ هذا العام بأسعار الأضاحي ما دفعه للتراجع عن شراءه وانتظار أن توزع عليه لحوم الأضاحي من العائلات المقتدرة”، على حد تعبيره.
في الوقت الذي ذكر فيه صالح البندر، أحد الزبائن الذين ينون شراء الأضحية، أن “أسعار الأضاحي مناسب جداً مقارنةً مع العلف المرتفع السعر المعطى للمواشي، وأن معظم الأغنام اليوم رخيصة الثمن بسبب قطع الطرقات أمام التجارة بها ومنع تصديرها إلى خارج حدود الإدارة الذاتية، إضافة لغلاء العلف غلاءً فاحش”، كما يقول.
ونتيجة لضعف الحالة المادية لمربي الأغنام، اضطروا لفتح أكثر من سوق محلي لبيع أغنامهم ضمن ما يُعرف محلياً “بالبازارات” التي انتشرت في أرياف الرقة الأربعة، ومنها بيزار الرشيد، حزيمة، كُبش و الحمرات وغيرها، وقد خُصص يوم معين لكل بازار مذكور يجلب مربي الأغنام أغنامهم إليه ليكون الأسبوع بشكل شبه كامل سوقاً مفتوحاً لبيع وشراء الأغنام وغير من المواد العلفية الخاصة بها.
و يتراوح سعر رأس الغنم العادي بين ال250-300 ألف ليرة سورية في الأيام العادية، حيث شهد سوقها إنخفاضاً كبيراً بعد حالة القحط التي ضربت المنطقة هذه السنة وأدت إلى نفوق أعداد كبيرة جداً من الأغنام في مدينة الرقة على وجه الخصوص والشمالي السوري عموماً.