كيف تحرك الحوالات المالية السوق التجارية في مدينة ديرالزور؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

تشهد مدينة ديرالزور الخاضعة لسيطرة النظام السوري والميليشيات الإيرانية والمحلية الموالية له، ظروفاً اقتصادية ومعيشية سيئة في ظل غياب فرص العمل الحقيقية وتدني الأجور،  ناهيك عن ارتفاع كبير في أسعار السلع والمواد التجارية والغذائية وعدم قدرة الأهالي على تأمينها، الأمر الذي انعكس سلباً على السوق التجاري وسبب ركوداً كبيرا فيه.

 

ومع دخول عيد الأضحى المبارك بات السوق التجاري في المدينة يشهد حركة شبه جيدة مع وصول الحوالات المالية القادمة للأهالي من الخارج وبالذات من دول الخليج وأوروبا، وإقبال بعض المواطنين على شراء الألبسة الجديدة او المستعملة وحلويات العيد وغيرها من المستلزمات الضرورية، مع تفضيل عدد منهم شراء الحاجات الأساسية من مواد غذائية وغيرها.

 

مصادر محلية تحدثت عن استغلال أجهزة النظام والميليشيات الموالية له اقتراب عيد الأضحى وصول الحوالات المالية للأهالي في تحصيل مبالغ مالية إضافية لهم، عبر قيامهم برفع قيمة الإتاوات التي يفرضونها على السلع التجارية والغذائية التي تدخل المدينة عبر المعابر البرية النظامية، ما اضطر التجار إلى رفع أسعار بضاعتهم في السوق.

 

المصادر ذاتها أكدت قيام عناصر ودوريات الشرطة المدنية والبلدية والأمن العسكري بالتجوال في السوق المحلية بحي القصور وشارع سينما فؤاد وشارع الوادي، وقيامهم بمضايقة التجار وأصحاب البسطات والطلب منهم دفع مبالغ مالية مقابل السماح لهم بالبيع دون التقيد بالأسعار التي وضعتها مديرية تموين النظام، مع تهديدات بمصادرة بضاعتهم في حال رفضوا تقديم رشاوى مالية لهم.

 

“جنى الأحمد”، من أهالي حي القصور بمدينة ديرالزور، ذكرت أن “المضايقات التي يتعرض لها الأهالي وأصحاب المحال التجارية والبسطات في السوق المحلية باتت امراً غير مقبول، وبالذات مع دخول موسم الأعياد والصيف وصول الحوالات المالية للأهالي، والتي تعد المتنفس الوحيد والمنقذ لهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعانون منها”، على حد قولها.

 

وقالت في حديث خاص مع منصة SY24: “تصلنا حوالة مالية بشكل شهري تقدر بحوالي نصف مليون ليرة سورية، وفي فترة الأعياد يصلنا ضعف هذا المبلغ تقريباً، وهو ما يساعدنا على تدبير أمورنا لشراء بعض مستلزمات العيد، حالنا كحال معظم سكان المدينة الذين يعتمدون على الحوالات المالية في تدبير أمور معيشتهم”.

 

وتابعت: “ولكن النظام يستغل وصول هذه الحوالات في فرض إتاوات جديدة على الجميع ابتداءا من أصحاب الشاحنات التي تنقل البضائع الى المدينة، وصولاً الى اصحاب البسطات البسيطة التي تعتمد عليها بعض العائلات في تأمين قوت يومها دون تفريق بينهما، ولهذا ترى عناصر الأمن والشرطة والبلدية في السوق أكثر من المتسوقين والباعة”.

 

بينما أكد الشاب “عمر العبدالله”، صاحب بسطة لبيع الالبسة في شارع الوادي، أن “عناصر النظام والأجهزة الامنية التابعة له لديهم قائمة بأسماء جميع من تصل إليهم الحوالات الماليه بشكل نظامي عبر المكاتب التحويل الرسمية، ولهذا تراهم يعرفون من يستهدفون بفرض الإتاوات الإضافية عليهم”.

 

وقال الشاب في حديثه لمنصة SY24: “كل يوم خلال الأسبوع الماضي قمت بدفع رشاوي وإتاوات مالية لمختلف الأفرع الأمنية والدوريات والبلدية، حالي كحال معظم أصحاب البسطات غير المرتبطين بالأفرع والميليشيات المسلحة، وذلك للسماح لنا بالاستمرار بالبيع دون مصادرة بضاعتنا”.

 

والجدير بالذكر أن أغلب أهالي مدينة ديرالزور يعتمدون على الحوالات المالية القادمة من الخارج في تحسين أوضاعهم المعيشية، الأمر الذي دفع عدد كبير منهم لبيع بعض العقارات والمنازل التي يمتلكونها بهدف إخراج أحد أبنائهم وإرساله إلى أوروبا أو إلى دول الخليج للعمل هناك، بدل بقائه في المدينة وتعرضه للخطف أو القتل أو تجنيده في صفوف قوات النظام والميليشيات الإيرانية والمحلية الموالية له.

مقالات ذات صلة