عادت الأصوات لتتعالى من جديد من داخل محافظة السويداء جنوبي سوريا، مطالبة بوضع حد لعمليات النصب التي تستهدف الشباب الراغب بالهجرة خارج مناطق سيطرة النظام السوري.
وفي التفاصيل التي تابعتها منصة SY24، أفادت مصادر محلية متطابقة من داخل السويداء، بتسجيل مئات حالات النصب والاحتيال بحق الشباب والشابات الذين تم ايقاعهم في مصيدة شغف السفر والعمل المؤمن في الإمارات والعراق وأربيل وبعض دول الخليج وأفريقيا.
وأشارت إلى أن أولئك الذين قصدوا الغربة بعد أن باع ذويهم كل ما يملكون لأجل تامين مستقبل أولادهم، في وقت كانت شركات ومكاتب وأشخاص همهم الوحيد كسب أكبر مبلغ من الضحية ورميه في بلاد الاغتراب يواجه مصيره وحيدا.
وذكرت المصادر أنه وفقا للرسائل التي تصل فهناك المئات من الشباب غير قادرين على البقاء هناك وغير قادرين على العودة بعد أن خسروا كل شيء.
وأعرب الكثير من أبناء السويداء عن سخطهم من تعرض شبابهم لعمليات النصب والاحتيال من قبل بعض مكاتب التسفير وبعض ضعاف النفوس، متسائلين “ألم يحن الوقت لمحاسبة النصابين قضائيا واجتماعيا أم سنسمع المزيد من قصص المعاناة في قادمات الأيام؟”.
وطالب كثيرون بفضح أصخاب مكاتب التسفير التي تستغل حاجة الشباب للسفر، لافتين إلى أن الخطير في الأمر هو عمليات النصب التي تستهدف الفتيات الراغبات بالسفر أيضا هرباً من الواقع الاقتصادي المتردي في عموم مناطق سيطرة النظام وبالأخص من السويداء.
وعبّر آخرون عن استيائهم من تفاقم ظاهرة “النصب والاحتيال” وسط غياب أي دور للقانون وأجهزة أمن النظام، مؤكدين في الوقت ذاته أن أغلب مكاتب التسفير في مدينة السويداء تمتهن عمليات النصب والاحتيال، حسب تعبيرهم.
وحمّل كثيرون المسؤولية للشباب أنفسهم الراغبين بالسفر أو الهجرة، كونهم يعلمون أن عمليات الاحتيال والنصب باتت سهلة جدا، ورغم ذلك فإنهم يقعون في شباك المحتالين وضعاف النفوس على أمل إيجاد فرصة سفر إلى خارج سوريا.
وقبل أيام، استنكر أبناء محافظة السويداء جنوبي سوريا في استمرار أجهزة أمن النظام بحماية المجرمين وأرباب السوابق، بدلاً من التحرك وتنظيف المنطقة منهم ووضع حد لحالة الفلتان الأمني.
ولفت أبناء المحافظة إلى أن “الواسطات” والتدخل من متنفذين تابعين للنظام وأجهزته الأمنية، من أبرز العوامل التي تساعد على زيادة معدل الجريمة بمختلف أنواعها وأشكالها في المنطقة نظراً لغياب الرادع والجهة الضابطة للأوضاع الأمنية المتردية.