ازدحام أمام مبنى الهجرة في ديرالزور.. ما دور الميليشيا؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

تجمع عدد كبير من المواطنين أمام مبنى الهجرة والجوازات في مدينة ديرالزور، في محاولة منهم إكمال الرسوم المترتبة عليهم للحصول على جواز سفر للخروج من البلاد بأسرع وقت، نتيجة الأوضاع والظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها المدينة، في ظل انعدام فرص العمل للشباب وتدني مستوى الأجور وملاحقة الأجهزة الأمنية لأبناء المدينة بهدف زجهم في الخدمة الإلزامية، أو إجبارهم على التطوع لصالح الميليشيات المحلية والإيرانية التي تنشط في المدينة.

 

وعلى الرغم من إعلان حكومة النظام السوري عن رفع قيمة استخراج جواز السفر المستعجل من 100 ألف ليرة إلى 300 ألف ليرة، أي ما يعادل 100 دولار أمريكي بحسب تسعيرة البنك المركزي، إلا أن القيمة الحقيقية لاستخراج جواز السفر بلغت أضعاف هذا الرقم، مع إجبار الموظفين والمسؤولين الحكوميين الأهالي على دفع رشاوى وإتاوات ضخمة لهم مقابل التسريع بانجاز معاملاتهم وتسليمهم جواز السفر بأسرع وقت ممكن.

 

مصادر خاصة داخل مبنى الهجرة والجوازات بديرالزور أكدت لمنصة SY24 قيام ضباط الأجهزة الأمنية وقيادات في ميليشيا الدفاع الوطني وغيرها من الميليشيات الإيرانية والروسية، بالتنسيق مع رئيس دائرة الهجرة وعدد من الموظفين فيها لتسريع إعطاء جواز السفر لعدد من المواطنين، مقابل قيامهم بدفع مبالغ مالية إضافية وصلت في بعض الأحيان إلى ٨٠٠ دولار أمريكي مقابل استخراج جواز سفر مستعجل.

 

المصادر ذاتها أكدت قيام دائرة الهجرة والجوازات باستخراج جوازات سفر لعدد من المطلوبين للمحاكمة داخل المدينة بتهم تتعلق بالقتل والسرقة وتجارة المخدرات، مع وجود تعميم رسمي من الشرطة بأسمائهم، وذلك بالتنسيق بين ضباط من الشرطة المدنية والأجهزة الأمنية ورئيس دائرة الهجرة، مقابل دفع المطلوبين أكثر من ٢٠٠٠ دولار أمريكي بشرط خروجه من المنطقة فور حصوله على جواز السفر.

 

في حين أوضحت هذه المصادر قيام بعض قيادات الميليشيات الإيرانية والروسية والدفاع الوطني باستخراج جوازات سفر مستعجلة بغرض تأمين خروج آمن لهم في حال ساءت الأوضاع في المدينة، بالذات مع ارتفاع حدة المنافسة بين هذه الميلشيات وحدوث اشتباكات مسلحة فيما بينها عند المعابر النهرية غير النظامية بغرض السيطرة على تجارة النفط.

 

“سامر إسماعيل”، شاب من مدينة ديرالزور خريج كلية الاقتصاد بجامعة الفرات، ذكر أنه “باشر إجراءات استخراج جواز سفر بهدف السفر إلى تركيا ومنها إلى أوروبا وذلك بسبب سوء الأوضاع المعيشية في المدينة واستمرار المليشيات الإيرانية والمحلية بالضغط علي المواطنين بهدف تجنيدهم في صفوفها، في ظل انعدام كافة الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وغيرها من الأسباب التي تدفع الشباب للهرب من المدينة”، على حد تعبيره.

 

وقال الشاب في حديثه لمنصة SY24: “أنا شاب وحيد وليس لدي خدمة إجبارية في الجيش إلا أنني لا أرغب بالبقاء هنا أكثر من هذا الوقت، بسبب الضغوط النفسية التي ازدادت مؤخراً مع انعدام الحياة وازدياد التهديدات والمضايقات اليومية التي نتعرض لها من عناصر الميليشيات المحلية والإيرانية والروسية وقوات النظام المدعومين من قبلهم، لذا فضلت الرحيل على البقاء هنا”.

 

وتابع قائلاً: “طلب مني أحد السماسرة مبلغ 800 دولار أمريكي مقابل استخراج جواز سفر مستعجل بغضون يومين أو ثلاثة، إلا أنني لا أملك هذا المبلغ ولا أعتقد أنني أستطيع تأمينه بصورة مستعجلة، ولهذا اتجهت لسمسار آخر والذي طلب مني مبلغ ٥٠٠ دولار مع انتظار لمدة تقارب ٢٠ يوم من أجل استخراج الجواز، ما زاد من الضغط النفسي الذي أتعرض له”.

 

وأضاف أن “جميع الموظفين والعاملين في مبنى الهجرة والجوازات بديرالزور من المستخدم الذي يمسح الأرض إلى رئيس الدائرة، يتقاضون رشاوى ويتعاملون مع ضباط الأجهزة الأمنية مقابل حصولهم على نسبة معينة من الأرباح، بينما يبقى المواطن الذي اضطر إلى بيع بعض ممتلكاته الشخصية في سبيل استخراج جواز سفر والهروب من المنطقة، هو الخاسر الوحيد في هذا المعادلة كونه خسر مدينته التي سلمها النظام طوعاً للميليشيات الشيعية”.

 

والجدير بالذكر أن عموم المدن السورية الخاضعة لسيطرة النظام السوري تشهد أزمة حادة في استخراج جوازات السفر، بسبب الازدحام الشديد أمام جميع مكاتبها مع ازدياد رغبة السوريين بالخروج من البلاد نتيجة الأوضاع الأمنية والمعيشية والاقتصادية الصعبة التي يعانون منها، وانعدام جميع الخدمات الرئيسية من ماء وكهرباء وصحة وتعليم، في ظل سيطرة القوات الأمنية والميليشيات الإيرانية والروسية على البلاد بشكل كامل.

مقالات ذات صلة