يعد انقطاع التيار الكهربائي في ظل ارتفاع درجات الحرارة، من أبرز التحديات الكثيرة والقاسية التي يعاني منها الأهالي في مدينة ديرالزور، الخاضعة لسيطرة النظام السوري والميليشيات الإيرانية والمحلية الموالية له، كما باتت جيمع الخدمات الأساسية المقدمة للأهالي غائبة بشكل كامل أو تعمل في حدها الأدنى.
حيث تصل مدة انقطاعات التيار الكهربائي عن معظم أحياء المدينة إلى أكثر من ٧ ساعات مع ساعة واحدة وصل يتخللها انقطاعات عدة، تسببت في أغلب الأحيان بتلف الأجهزة الكهربائية للمواطنين وخسائر مادية لأصحاب المحال التجارية، الذين خسروا معظم البضائع التي تحتاج إلى تبريد بشكل متواصل وبالذات مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.
في الوقت الذي ما تزال فيه عدة أحياء في المدينة تعاني من غياب تام للتيار الكهربائي نتيجة الأعطال المتواصلة في الشبكة، وقيام عناصر الميليشيات المحلية بسرقة الكابلات النحاسية بغرض بيعها في السوق السوداء، الأمر الذي فاقم من معاناتهم واضطرهم للتفكير بالسفر إلى مناطق سيطرة “قوات سورية الديمقراطية” بشكل مؤقت، وقضاء فترة الصيف هناك لحين انخفاض درجات الحرارة.
مصادر محلية تحدثت عن تنامي حالة من السخط والغضب الشعبي للأهالي نتيجة تزايد ساعات انقطاع التغذية الكهربائية عن المدينة وانعدام الخدمات الأساسية فيها، مع وصول درجات الحرارة إلى أكثر من ٤٠ درجة مئوية في الظل، مع توقعات بأن تصل درجات الحرارة لأكثر من ٥٠ درجة خلال الأيام القادمة، الأمر الذي زاد من معاناة الأهالي وفرض حالة من حظر التجوال داخل أحياء المدينة خلال فترة الظهيرة.
المصادر ذاتها أشارت إلى قيام قادة الأجهزة الأمنية والميليشيات الإيرانية والمحلية بتركيب أجهزة للطاقة الشمسية في منازلهم ومكاتبهم، وأيضاً تركيب مولدات ضخمة تعمل على تشغيل أجهزة التكييف والتبريد والمراوح بشكل مستمر، ما زاد من غضب الأهالي الذين وصفوا هذا التصرف بـ “الأناني”، كون أغلب أبناء المدينة لا يمتلكون القدرة على تركيب ألواح الطاقة الشمسية أو تشغيل مولدات الكهرباء بسبب ارتفاع أسعار الوقود.
“صفاء الكمال”، سيدة من مدينة ديرالزور ومقيمة في حي القصور، ذكرت أن “درجات الحرارة المرتفعة وانقطاع التغذية الكهربائية المستمر عن أحياء المدينة تسببا بمعاناة كبيرة للأهالي، في الوقت الذي بات فيه مسؤولي النظام وقادة المليشيات الشيعية والروسية ينعمون بالتكييف عبر المولدات الكهربائية التي تعمل بالوقود أو ألواح الطاقة الشمسية مرتفعة التكلفة، وكأنهم يعيشون في كوكب آخر بعيداً عن الكوكب الذي نعيش فيه نحن”، على حد تعبيرها.
وقالت في حديثها لمنصة SY24 : إن “انقطاع التيار الكهربائي تسبب بتلف معظم الأجهزة الكهربائية التي أملكها، ناهيك عن عدم قدرتي على شراء المونة الصيفية لهذا العام خوفاً من تلفها أيضاً بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ناهيك عن الوضع النفسي الذي نعاني منه لعدم قدرتنا على السفر خارج المدينة وحتى للوصول الى نهر الفرات خوفاً من اندلاع اشتباكات بين الميليشيات المسلحة التي تنتشر هناك دائماً”.
وأضافت “انقلبت حياتنا رأساً على عقب وأصبحنا نخرج بعد الساعة التاسعة مساءاً و نجلس أمام المنازل أملاً بالحصول على القليل من الهواء، أو بتنا نذهب لزيارة أقاربنا الذين يملكون أسطح مرتفعة للجلوس هناك وحتى النوم عليها هرباً من درجات الحرارة المرتفعة داخل المنازل”.
والجدير بالذكر أن مشكلة الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي في المدينة أصبحت إحدى أكبر المشاكل التي يعاني منها الأهالي، لتضاف إلى بقية الخدمات المفقودة فيها وبالذات انقطاع مياه الشرب ومشكلة الصرف الصحي، الذي بات يشكل خطراً على الأهالي وبالذات مع ارتفاع درجات الحرارة وخروج روائح كريهة منه وتجمع الحشرات والقوارض فيه، في ظل انتشار الأمراض والأوبئة العالمية مع تخوف الأهالي من انتشار مرض “جدري القرود” في المدينة بسبب غياب الرعاية الصحية عنها.