باتت لدغات العقارب والأفاعي كابوس يرعب الأهالي في قرى وبلدات ريف الحسكة الجنوبي، وخصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة الكبير في المنطقة وانخفاض منسوب المياه في نهر الخابور وزيادة معدلات التصحر بسبب تدني معدلات هطول الأمطار خلال السنوات الماضية، مع عدم توافر الأمصال المضادة لهذه اللدغات في المراكز الصحية التي تديرها “الإدارة الذاتية”.
حيث شكا عدد كبير من الأهالي انعدام الرعاية الصحية في المراكز المنتشرة بقرى وبلدات مدينة الشدادي جنوب الحسكة، وذلك مع ازدياد عدد الإصابات بلدغات الأفاعي والعقارب السامة التي يضطر الأهالي إلى استخدام الطرق البدائية في معالجتها بسبب غياب الامصال المضادة لها، ما قد ينتج عن هذه العلاجات حدوث مضاعفات خطيرة على صحة المصاب قد تسبب وفاته.
المراكز الصحية المتواجدة في المنطقة، عزت عدم توافر الأمصال المضادة للدغات الأفاعي والعقارب لديها لانقطاع التغذية الكهربائية عن هذه المراكز لساعات طويلة، وعدم قيام هيئة المحروقات بتقديم الوقود الكافي لتشغيل مولدات الكهرباء، الأمر الذي تسبب بتلف كميات من الأدوية التي تحتاج إلى تبريد بشكل مستمر ومن بينها الأمصال المضادة للدغات العقارب.
“عدنان العبدالله”، أحد سكان مدينة “الشدادي” وصاحب حافلة نقل صغيرة، ذكر أنه “نقل عدد من أبناء المنطقة إلى مشافي الحسكة لتلقي العلاج بعد تعرضهم للدغات العقارب وخصوصاً في ساعات متأخرة من الليل، وذلك لغياب الأمصال المضادة لها في المنطقة وعزوف الأهالي عن المداواة التقليدية بسبب آثارها السلبية على صحة الإنسان”، على حد قوله.
وقال الشاب في حديثه مع منصة SY24، إن “مدينة الشدادي تعاني منذ عشرات السنين من انتشار العقارب والأفاعي وبقية الزواحف السامة في فصل الصيف، ولكنها لم تكن تشكل خطراً على حياة الأهالي لأن الأمصال المضادة لها كانت متوفرة في جميع المراكز الصحية، أما اليوم فيوجد في المدينة مركز صحي واحد يفتقر إلى أدنى الخدمات الأساسية، وبالتالي لا يوجد أي أمصال أو أدوية طبية قد تساعد في إنقاذ حياة المصابين بلدغات العقارب”.
وأضاف أن “المركز الصحي الموجود في المنطقة يقدم الإسعافات الأولية للمصابين بإعطائهم مضادات الالتهاب وحقن الديكسا، ريثما يتم تأمين سيارة لنقلهم إلى مشافي الحسكة أو مشافي ريف ديرالزور الشرقي لتلقي المضادات والأمصال المناسبة، وهذا الأمر أثقل كاهل الأهالي مع انعدام الخدمات في المدينة وعدم وجود كادر طبي قادر على معالجة أبسط الحالات المرضية”.
يذكر أن مدينة “الشدادي” في ريف الحسكة الجنوبي، تشهد أوضاعاً معيشية صعبة في ظل انعدام معظم الخدمات الأساسية فيها.