فتحت ميلشيا الدفاع الوطني بدير الزور باب التطوع في صفوفها بشكل غير رسمي، وبدأت باستقبال المنتسبين الجدد في المدينة وفي مدن وبلدات ريف ديرالزور الشرقي، بعد طلب قيادتها من جميع عناصرها جلب من يود الانتساب إلى صفوفها من أقاربهم ومعارفهم مقابل تقديم رواتب شهرية وحصص غذائية من مؤسسة “الشهيد” التابعة لها، وأيضاً إعطاء المطلوبين لدى حكومة النظام بقضايا جنائية فرصة للتهرب من المحاكمة.
وتركزت عمليات تجنيد المنتسبين الجدد لصفوف ميليشيا الدفاع في ريف ديرالزور الشرقي، وبالذات في القرى والبلدات التي تقع بالقرب من المعابر النهرية غير النظامية مع مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، في محاولة من قيادة الميليشيا “زيادة عدد منتسبيها في هذه القرى بهدف السيطرة على نقاط وعمليات التهريب وتحقيق مكاسب مادية من خلف ذلك”.
كما تحاول الميليشيا تعويض الخسائر البشرية الكبيرة التي منيت بها جراء تعرضها لكمائن مسلحة نفذها عناصر تنظيم داعش في البادية السورية، إضافة لقيام بعض عناصر الميليشيا بالتطوع في صفوف الميليشيات الموالية لروسيا، كونها تقدم رواتب شهرية أكبر وتؤمن حماية لعناصرها من الملاحقة القانونية لأي جريمة يرتكبونها، مع هروب عدد من عناصر الميليشيا باتجاه مناطق سيطرة “قسد” شمال شرق سوريا بهدف الاستقرار بها أو العبور منها باتجاه أوروبا.
مراسل منصة SY24 بريف ديرالزور الشرقي نقل عن مصادر مقربة من ميليشيا الدفاع الوطني، قولها إن “عمليات تجنيد منتسبين جدد في صفوف الميليشيا وبالذات في مدينة الميادين والقرى والبلدات المحيطة بها، جاءت بهدف السيطرة على بعض النقاط التهريب مع مناطق قسد، والاستفادة من الصراع الدائر بين الميليشيات الإيرانية والروسية للسيطرة على هذه النقاط وتحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح”.
وأشارت المصادر إلى تقديم قيادة ميليشيا الدفاع الوطني وعوداً للعناصر والمنتسبين الجدد بالحصول على نسبة معينة من الأرباح الناتجة عن عمليات التهريب التي تجري على المعابر النهرية غير النظامية، بالإضافة إلى السماح لهم بفرض أتاوات مالية على المواطنين والبضائع التي تعبر بشكل شبه نظامي من هذه المعابر، مقابل حصول قيادة الميليشيا على نسبة من هذه الإتاوات.
“مراد الحسين”، من أبناء مدينة الميادين وقريب لأحد عناصر ميليشيا الدفاع الوطني، ذكر أن “جميع عناصر الميليشيات المسلحة الموالية للنظام السوري هم من أصحاب السوابق والسمعة السيئة لدى أهالي المدينة، ولذلك تراهم ينتقلون بين الميليشيات الموجودة في المنطقة ويعملون لصالحها دون أي عقيدة أو هدف، وكل ما يهمهم هو الربح المادي والسلطة المقدمة لهم وعدم ملاحقتهم من قبل الأجهزة الشرطية الحكومية، بسبب الجرائم التي ارتكبوها ومازالوا يرتكبونها إلى الآن”، على حد قوله.
وقال الشاب في حديثه لمنصة SY24: إن “ميلشيا الدفاع الوطني في ديرالزور تحاول استغلال التوتر الذي يسود بين الميليشيات الروسية والإيرانية عند معابر التهريب، من أجل تحقيق أكبر ربح مادي وأيضاً إعادة فرض سطوتها ونفوذها على المنطقة، وبالذات بعد تراجع هذا النفوذ عقب قيام اللجنة الأمنية والعسكرية والمقربة من طهران بملاحقة عناصر الدفاع الوطني وإجبارهم على عقد تسويات معها وإرسالهم للخدمة الإلزامية بجيش النظام”.
وأضاف أن “ريف ديرالزور الشرقي يشهد في الوقت الراهن فوضى لا مثيل لها مع اتجاه كل ميليشيا مسلحة للسيطرة على إحدى نقاط التهريب مع مناطق قسد ومحاولة كل منها احتكار نوع معين من البضائع، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على حركة البيع والشراء في السوق المحلية للمنطقة، ما تسبب بارتفاع كبير في أسعار جميع السلع والمواد التجارية والغذائية مع ارتفاع واضح في أسعار المحروقات وغياب شبه تام لمادة الغاز المنزلي”.
ومنذ عدة سنوات، تشهد مناطق سيطرة النظام السوري، حالة من عدم الاستقرار بسبب تزايد عدد الميليشيات المسلحة المتناحرة فيما بينها، والتي تتبع كل منها لجهة معينة، تحاول بسط نفوذها على المنطقة والسيطرة على عمليات التهريب وحركة البيع والشراء في السوق المحلية، في محاولة منها لزيادة نفوذها وبسط سلطتها لتحقيق أهداف وأجندات معينة.
ويعد المواطن السوري هو الخاسر الأكبر في هذه المعادلة، كونه بات يتأثر بشكل مباشر من النزاع الدائر بين هذه الميليشيات، والتي تسببت خلال الاقتتال الأخير بين ميلشيا القاطرجي وحمشو، بتعطيل حركة المرور بين قرى وبلدات ريف ديرالزور الشرقي، وتوقف عمليات إدخال البضائع والسلع التجارية والغذائية من مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” التي تعد المتنفس الوحيد للمدينة للحصول على السلع المفقودة في مناطق النظام السوري.