حولت ميليشيا “حزب الله” اللبناني مناطق واسعة من سوريا، ولاسيما القلمون الغربي والبلدات الحدودية مع لبنان، إلى بؤرة لزراعة وصناعة المخدرات، وإنتاج كميات ضخمة من الحبوب والمواد المخدرة وتصديرها إلى الخارج، بما فيها دول الجوار الحدودية مع سوريا، بعد أن أصبحت المنطقة تحت نفوذه بمساندة النظام السوري منذ سنوات.
وحسب مراسلنا في المنطقة، فقد أنهت ميليشيا “حزب الله” اللبناني يوم أمس، إنشاء وتجهيز مصنع للحبوب المخدرة، قرب بلدة “عسال الورد” بالقلمون الغربي في ريف دمشق، وهو خاص بتصنيع حبوب (الكبتاغون) حسب المعدات الموجودة هناك.
وأضاف المراسل، أن المصنع يقع في مغارة ضمن إحدى السلاسل الجبلية، كان الحزب يعمل على تجهيزها منذ شهرين، حيث تضم معدات تستخدم لصناعة حبوب الكبتاغون، مشيراً إلى أن التجهيزات والمعدات استقدمها من لبنان عبر معابره “غير الشرعية” المسيطر عليها، كما أحضر خبيرين بصناعة الحبوب يحملون الجنسية اللبنانية إلى المصنع من أجل البدء بإنتاج الحبوب المخدرة.
وفي التفاصيل التي نقلها المراسل، أكد أن المصنع يضم عناصر حراسة من ميليشيا الحزب، جميعهم من الجنسية اللبنانية، تحت إشراف قيادي بالحزب يدعى “الحاج أبو خضر”، مع انتشار عناصره في محيط المنطقة على مسافة 300 متر من المصنع لتشديد الحراسة عليه.
إذ أن المصنع يقع قرب الشريط الحدودي، في منطقة يمنع المدنيين من الاقتراب منها، بسبب الانتشار العسكري الكبير لعناصر الحزب هناك.
ويحظى المصنع باهتمام عدد من قياديي الحزب، إذ زاره قبل يومين أحد القياديين مع مرافقة كبيرة وحراسة مشددة، للاطلاع على اكتمال تجهيز المصنع للبدء بالعمل به خلال الأيام القليلة القادمة.
يذكر أن مناطق القلمون أصبحت المعقل الأبرز، لتدفق المخدرات إلى المنطقة، بعدما نقل “حزب الله” اللبناني مركز ثقله إلى داخل الأراضي السورية، برعاية النظام السوري، والميليشيات المحلية المساندة له، لتكون صنع وتجارة المخدرات العصب الرئيسي لاقتصاد الحزب، ومصدر تمويله الأساسي، وزيادة نفوذه في المنطقة.
وقد كشفت مصادر مطلعة، وعدة تقارير إعلامية مؤخراً، عن وجود عدد من المصانع الصغيرة في محافظتي درعا والسويداء ، بالإضافة إلى عشرات المصانع في ريفي حمص ودمشق، مستغلة الحدود جنوب المنطقة، لتنشيط حركة التهريب الممتدة على طول الحدود السورية من درعا وصولاً إلى البادية السورية.