بدأت الميليشيات الإيرانية المنتشرة في مدينة دير الزور والريف المحيط بها، التحضير لاستقبال ذكرى “عاشوراء”، عبر فرض إجراءات أمنية مشددة في محيط مقراتها العسكرية، وجميع المواقع التي تسيطر عليها بما في ذلك المساجد والحسينيات التي تديرها في المنطقة، خوفاً من تعرضها لهجمات مسلحة، خاصة بعد التوتر الأخير بينها وبين بقية الميليشيات المسلحة، وذلك بسبب عمليات التهريب من مناطق سيطرتها باتجاه مناطق “قسد”.
الإجراءات التي فرضت من قبل الميليشيات الإيرانية، تمثلت بمنع جميع السيارات الخاصة والحكومية من الدخول إلى المربع الأمني الذي تسيطر عليه في مدينة ديرالزور، أو التوقف بجانب المشافي الإيرانية الميدانية والمراكز الثقافية والحسينيات والمزارات، وبالذات أثناء إقامتها طقوس “اللطم” في “ذكرى عاشوراء”.
وبالإضافة إلى ذلك، طالبت ميليشيا “الحرس الثوري” الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، بفرض إجراءات أمنية مشددة على مداخل المدينة وزيادة عدد العناصر المنتشرين في النقاط المتقدمة بالبادية السورية، وبالذات في ريف مدينة الميادين وبلدة القورية، حيث يتواجد مزار “عين علي”، خوفاً من تعرض المزار لهجمات مباغتة من قبل خلايا تنظيم داعش/ وخصوصاً بعد وصول عدد كبير من الزوار العراقيين والإيرانيين والأفغان خلال الأيام الماضية، استعداداً منهم لإقامة الاحتفالات داخل “المزار”.
مصادر محلية تحدثت عن استغلال الميليشيات الإيرانية لدخول عشرات الحافلات المحملة بالزوار القادمين من العراق وبقية دول شرق آسيا، من أجل إدخال كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر داخل هذه الحافلات، بالإضافة إلى نقل عدد من عناصر الميليشيات مع عائلاتهم بغرض توطينهم في منازل المدنيين والمدن والبلدات التي تسيطر عليها.
وأكدت المصادر ذاتها، أن قيادة الميليشيات التابعة لطهران، طالبت عناصرها بعدم تصوير أي احتفالات تقام داخل مقراتها ومواقعها العسكرية، خوفاً من تسرب هذه المقاطع وتعرض هذه المواقع لضربات جوية من قبل الطيران الإسرائيلي أو الأمريكي.
في حين، بدأت الحسينيات والمساجد التي تشرف عليها ميليشيات إيران بشكل مباشر، برفع الأذان الشيعي في قرى وبلدات ريف ديرالزور الشرقي والشمالي، وبالذات في قرية حطلة التي تحولت إلى إحدى أهم المناطق التي تسيطر عليها هذه الميليشيات، بسبب الدور الكبير الذي لعبته أذرعها في القرية بنشر الفكر الطائفي بين أبنائها منذ أكثر من 30 عام، واستغلال الظروف الاقتصادية التي يعاني منها الأهالي حالياً لتجنيد أبناء القرية في صفوفها.
“أبو خليل”، أحد أبناء قرية “حطلة” ومقيم حالياً في حي الجورة بدير الزور، ذكر أن “قريته الآن باتت متشحة بالسواد مع قيام الميليشيات الإيرانية برفع رايات سوداء فوق معظم المنازل والمقرات العسكرية الخاصة بها وحتى فوق بعض المباني الحكومية، استعداداً لإحياء ذكرى عاشوراء التي يربطها الشيعة بمقتل الإمام حسين بن علي رضي الله عنهما”، على حد قوله.
وقال الشاب في حديثه لمنصة SY24: إن “حجم الاحتفالات بذكرى عاشوراء تزداد كل عام مع ازدياد سلطة ونفوذ هذه الميليشيات في ديرالزور والقرى المحيطة بها، وبالذات بعد استسلام حكومة النظام لها على الرغم من الغضب الشعبي الذي يسود المدينة بسبب طبيعة هذه الاحتفالات التي تتسم بالوحشية والهمجية، ناهيك عن شتم المتشيعين للصحابة بشكل علني وتوعدهم السنة بالقتل دفاعاً عن مقاماتهم المزعومة”.
وأضاف أن “حالة من الغضب تسود أجواء المدينة وبالذات الأهالي الذين عانوا من هذه الميليشيات التي ارتكبت جرائم عديدة بحق أبنائهم، وسط تحذيرات من حصول اضطرابات أمنية في المدينة في حال قامت الميليشيات الإيرانية بالسير بشوارعها وإقامة اللطميات بشكل علني، خاصةً أن المنطقة تشهد توتراً أمنياً وحالة من العداء لدى جميع الميليشيات المسلحة المناهضة للوجود الإيراني في المدينة”.
يشار إلى أن الميليشيات الإيرانية استقدمت تعزيزات عسكرية ضخمة من منطقة بادية الرصافة بريف مدينة الرقة الجنوبي الغربي، وقامت بإقامة عدد من الحواجز العسكرية على الطرق الرئيسية بين مدن وبلدات ريف ديرالزور، وفي محيط المربع الأمني الذي تسيطر عليه في حي العمال شرقي المدينة، وذلك بهدف تأمين أجواء الاحتفالات بذكرى عاشوراء وحماية الزوار القادمين من إيران وأفغانستان وباكستان وغيرها من دول شرق آسيا.