حلّت آلاف النساء السوريات مكان أزواجهن خلال سنوات الثورة السورية، وأخذن دور المعيل لضمان عيشٍ كريم لأطفالهن، كحال السيدة “أم حسن” التي تنحدر من قرية الناجية بريف جسر الشغور، وتقيم في مخيم صلاح الدين في خربة الجوز بريف ريفي إدلب واللاذقية، بعد حملة النظام العسكرية الأخيرة التي أدت لتهجيرها من منزلها.
فقدت أم حسن زوجها منذ سنتين تقريباً إثر صراع مع مرض السرطان، وصعوبة الخروج من سوريا لتلقي العلاج، ووقع على عاتقها تربية 4 أطفال صغار، وفيما بعد تكفلت إحدى المنظمات بأطفالها خلال فترة قصيرة، ومن ثم توقفت عن دعمها وتقديم الرعاية لأطفالها.
قررت أم حسن فيما بعد أن تعمل في أي مهنة تكسبها لقمة كريمة لأطفالها، وانتهى بها المطاف للعمل في بيع الكاز كواحدٍ من مصادر الدخل الأساسية في مخيم لا فرص للعمل فيه إلا القليل، حيث يؤمن لها المال المتواضع تستطيع من خلاله أن تؤمن الطعام والشراب لأطفالها.
رغم كل المعاناة التي حلّت بأم حسن خلال سنوات الثورة، لتضاف إلى معاناتها مصاعب جديدة، حيث يعاني طفلان من أولادها من مرض فشل النمو، وهم في سن صغيرة جداً، وتحاول أن تتغلب على مقاسِ الحياة ومصاعبها ببيع مادة الكاز علّها تؤمن جزءً يسيراً للطعام والشراب والدواء.