أقام المركز الثقافي الإيراني احتفالية خاصة بالأطفال والعائلات داخل حديقة “كراميش” في منطقة حويجة صكر شرقي مدينة ديرالزور، استمراراً للاحتفالات التي يقيمها بذكرى عاشوراء ومقتل الإمام الحسين المقدس لدى أتباع الدين الشيعي، وسط إجراءات أمنية مشددة فرضتها الميليشيات الإيرانية حول الحديقة، ومنع الأهالي من الدخول إليها دون دعوة خوفاً من تعرضها لأي استهداف.
حيث قامت إدارة المركز الثقافي الإيراني في مدينة البوكمال بإرسال عدة نساء من المنتسبات للمركز، مع مجموعة من الأطفال في رحلة خاصة تحت حراسة أمنية من ميليشيا الحرس الثوري الإيراني لحضور الاحتفالات التي أقيمت في مدينة ديرالزور، وتم استقبالهم في المربع الأمني الخاضع لسيطرتها في حي العمال شرق المدينة قبل أن ينطلقوا نحو حويجة صكر لحضور الاحتفال.
مصادر خاصة داخل الحفل أكدت حضور المدعو “الحاج رسول” مدير المركز الثقافي الإيراني بديرالزور، بجانب عدد من قيادات الميليشيات الإيرانية وبعض ضباط الفرقة الرابعة في جيش النظام مع عائلاتهم، بالإضافة إلى بعض عائلات مقاتلي الميلشيات الأجانب مع توافد العشرات من منتسبي المذهب الشيعي من قرية حطلة وقرية الجفرة وبعض قرى ريف ديرالزور الشرقي.
المصادر ذاتها أشارت إلى قيام “الحاج رسول” بإلقاء كلمة قصيرة أكدت فيها بقاء ميليشياته في المدينة بهدف حماية ما أسماها بـ “الأضرحة المقدسة الموجودة في المنطقة”، وضمان استمرار توافد الحجاج الشيعة القادمين من العراق وإيران إلى سوريا ولبنان، ومنع ما وصفه بـ” المشروع الأمريكي الليبرالي من التوسع على حساب المشروع الإيراني”.
وتضمنت الاحتفالية الخاصة بالمركز الثقافي مسابقات دينية أقامها معممين من الجنسية العراقية لمنتسبي هذه المراكز من أطفال المدينة، وتم توزيع جوائز مالية وعينية للفائزين فيها، بالإضافة إلى مسابقات تتعلق بالشعر والقرآن والمعلومات العامة، ونشاطات ترفيهية أخرى شارك فيها أطفال عائلات الميلشيات الأجنبية بشكل منفرد دون اختلاطهم بأطفال المدينة، وفي نهاية الحفل تم توزيع وجبات من الطعام لجميع الحضور.
“ميساء العبدالله”، أستاذة للمرحلة الإعدادية في مدينة ديرالزور ومقيمة في حي القصور، ذكرت أن “حالات التشيع في أوساط أطفال المدرسة قد ارتفعت بشكل كبير وبالذات لدى الشباب الذين تجاوزوا سن الخامسة عشر، مع قيام الميليشيات الإيرانية والقائمين على المراكز الثقافية بتقديم الإغراءات المادية والمعنوية لهم بهدف تشجيعهم على التشيع”، على حد قولها.
وقالت الأستاذة في حديثها لمنصة SY24: إن “تركيز المراكز الثقافية الإيرانية على الأطفال والمراهقين هو أكثر ما يقلق الأهالي الذين يلاقون صعوبة بالغة في ضبط أبنائهم، وخاصة بالنسبة للعائلات التي فقدت معيلها الوحيد، الأمر الذي أجبر بعضها على التسامح مع إرسال أطفالهم لهذه المراكز ولو بشكل متقطع، ما يسمح للأفكار المسمومة الخاصة بالمذهب الشيعي أن تتغلغل داخلهم”.
وأضافت أن “هناك عشرات الأطفال الذين يرتادون مدرستي باتوا يعتنقون المذهب الشيعي بشكل رسمي مع عائلاتهم، في حين هناك العشرات ممن يترددون على المراكز بشكل متقطع طمعاً بالحصول على مساعدات غذائية ومالية، وخوفاً أيضاً من إجبارهم على اعتناق المذهب الشيعي”.
والجدير بالذكر أن المراكز الثقافية الإيرانية في مدينة ديرالزور والمدن والبلدات المحيطة بها، والتي تقع تحت سيطرة الميليشيات الإيرانية بشكل مباشر، باتت إحدى أهم مراكز التشييع في المنطقة وذلك عبر استغلال القائمين عليها للأوضاع المعيشية السيئة للأهالي، واستقطاب الأطفال والشباب عبر الرحلات الترفيهية والنشاطات الأخرى، وزرع أفكارهم الطائفية بهم، تحقيقاً لأجندات طهران في المنطقة.