يبدأ القضاء الألماني يوم غد الخميس 25 آب/أغسطس الجاري، بأولى جلسات محاكمة أحد الأشخاص المتهمين بارتكاب جرائم حرب ومساندة قوات النظام السوري في حربها على السوريين.
وذكرت عدة مصادر حقوقية متطابقة ومن بينها الحقوقي “ميشال شماس”، حسب ما تابعت منصة SY24، أن يوم الغد ستبدأ أول جلسة علنية في إطار محاكمة المتهم المذكور أمام المحكمة الإقليمية قي برلين.
وأضافت أن “المتهم المذكور كان ينتمي إلى (حركة فلسطين الحرة) وقبلها كان عضواً سابقاً في (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة)، التي سيطرت على مخيم اليرموك بالتحالف مع قوات النظام السوري”.
وذكرت أن المتهم اعتقل في برلين 4 آب/أغسطس 2021، ووجه الادعاء العام الألماني سبع تهم إليه وهي: (القتل وثلاث تهم بالشروع في القتل وثلاث حالات للإيذاء الجسدي الخطير)، وذلك على خلفية قيام المتهم في 23 آذار2014 بإطلاق قذيفة دبابة على تجمع للأهالي في ساحة “الريجي” بمخيم اليرموك بدمشق، كانوا ينتظرون الحصول على المساعدات الغذائية التي توزعها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، ما أدى إلى مقتل سبعة اشخاص على الأقل وجرح أكثر من ثلاثة أشخاص آخرين بينهم طفل في السادسة من عمره.
وذكر الحقوقي “شماس” أن “المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية” ساهم في بناء هذه القضية والاستماع للشهود وتجميع الأدلة وتقديمها للمدعي العام في برلين.
ولفت إلى أن المحامي السوري “أنور البني” رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، سيقدم يوم الجمعة شهادته في الجلسة الثانية للمحاكمة بوصفه خبيراً.
من جهته، أفاد مصدر في “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية” لمنصة SY24، أن المتهم “هو أحد أبرز قادة المجموعات ضمن اللجان الشعبية التابعة لتنظيم (القيادة العامة) الموالية للنظام، ومتهم بمشاركته بجرائم اغتصاب للنساء من مخيم اليرموك في مسجد البشير، ومجزرة حاجز على الوحش التي قتل فيها العشرات، ومسؤوليته المباشرة عن إطلاق قذيفة (أربي جي) على تجمع للمدنيين أثناء توزيع المساعدات”.
يشار إلى أن ميليشيا “حركة فلسطين الحرة” تتبع لما يسمى “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” والتي تتبع لها ميليشيا “لواء القدس” المدعومة من روسيا والنظام السوري.
وأكدت المنظمة العربية الأوروبية لحقوق الإنسان لمنصة SY24، وجود عدد كبير من مجرمي الحرب السوريين في ألمانيا وفي عموم أوروبا، لافتة إلى أن هؤلاء المجرمين باتوا يلجؤون لإخفاء أي معلومات أو صور تتعلق بماضيهم خلال مشاركتهم القتال إلى جانب النظام السوري.
وكان القضاء الألماني أصدر حكمه بسجن ضابط رفيع المستوى سابق في مخابرات النظام السوري، ويدعى “أنور رسلان” مدى الحياة، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
ونهاية العام 2020، قرر المدعي العام في ألمانيا توقيف الطبيب “علاء موسى” المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق المعتقلين في سجون النظام السوري.
وفي تموز/يوليو الماضي 2021، أصدر الادعاء الألماني، بيانًا وجه فيه اتهامات للطبيب “موسى”، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، قد تصل عقوبتها للسجن المؤبد في حال أدانته المحكمة، حسب مصادر حقوقية.