شهدت مدينة “قارة” بالقلمون الغربي في ريف دمشق يوم أمس الأربعاء، عمليات إخلاء لعدة مقرات عسكرية تابعة لميليشيا “حزب الله” اللبناني، خوفاً من استهدافها بالقصف الأميركي أو الإسرائيلي حسب ما وافانا به المراسل في المنطقة.
وفي التفاصيل التي نقلها المراسل، أكد أن عملية الإخلاء شملت مقرين عسكريين، و نقطتين تقعان في المنطقة الفاصلة بين مناطق القلمون، ومناطق ريف حمص الشرقي وكلنا المنطقتين تسيطر عليهما ميليشيات تابعة لإيران منها “حزب الله” اللبناني، و”الحرس الثوري” الإيراني.
حيث بدأت الميليشيا بسحب كافة عناصرها، وأخلت المستودعات من والذخيرة والأسلحة ونقلتها من مواقعها في القلمون إلى مستودعاتها ضمن سلسلة الجبال قرب مدينة “النبك”.
وفي ذات السياق، لفت المراسل أن “الميليشيا قامت بإزالة كافة المعالم العسكرية، وإزالة المتاريس الترابية، والبراميل، وكذلك الكتل الإسمنتية والأسلاك الشائكة، لإخفاء كافة المظاهر العسكرية من الموقع”.
مشيراً إلى أنه شوهدت العديد من الشاحنات وهي تنقل المعدات والأسلحة من المنطقة، إضافة إلى نقل عدة صواريخ أرض جو مثبتة على قواعدها مع راجمات صواريخ، أجهزة رادار.
تأتي عملية الإخلاء هذه، نتيجة الخوف من تصعيد القوات الأمريكية قصفها على مقرات عسكرية تابعة للميليشيات الإيرانية عقب استهدافها أمس نقاط ومقرات لهم في دير الزور، بالطيران الحربي والمروحي مخلفة قتلى وجرحى وخسائر مادية كبيرة حسب ما رصدته المنصة.
حيث استفاقت مدينة ديرالزور فجر يوم أمس الأربعاء، على انفجارات ضخمة هزت المدينة، جراء ضربات جوية أمريكية، استهدفت مواقع للميليشيات الإيرانية في المحافظة، حسب ما تابعته منصة SY24.
وفي التفاصيل التي رصدتها المنصة، تبين أن الضربات الجوية استهدفت مستودعات عياش، ومعسكراً لميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني في دير الزور، و معسكراً لـ ميليشيا “فاطميون” الأفغانية، في الساعة الرابعة فجراً، كما استهدفت الضربة تسعة مستودعات للذخيرة في دير الزور، تابعة للميليشيات تدعمها إيران.
وتعقيباً على ذلك قال الناشط السياسي “مصطفى النعيمي” لمنصة SY24: “أنا أرى بأن الضربات الأمريكية تأتي في سياق الرسائل العسكرية الجوية لإيران وأذرعها العاملة في سوريا وذلك بعد أن أقدمت تلك الأذرع على استهداف قاعدة التنف بطائرات مسيرة قادمة من محافظة بابل في العراق، ويندرج هذا الاستهداف من حيث استخدام التكنولوجيا الحديثة للمسيرات الإيرانية والتي قطعت مسافة لا تقل عن 500 كم، وتعتبره الولايات المتحدة تطور خطير في توسيع نطاق الاشتباك، لكن بذات التوقيت لا ترغب الولايات المتحدة في توسيع نطاق الاشتباك وأن تقتصر الردود على الميلشيات في الساحة السورية”.
وأضاف “لكن الرد الأمريكي لم يتأخر كثيرا حيث دمر 9 أهداف من أصل 11 هدفا وترك هدفين نتيجة لتواجد مدنيين ويعتقد بأن الهدفين قد دمرا ليلة البارحة، لكن أعتقد بأن استخدام الولايات المتحدة للمقاتلات إف 16 يأتي في إطار توسيع نطاق الردود وسرعتها، خاصة بأن ميليشيا إيران ردت على الاستهداف الأمريكي للميليشيات العاملة معها في محافظة دير الزور، وبهذا التطور ما بين الطرفين أعتقد بأن الولايات المتحدة ستلجأ إلى استخدام المزيد من القوة في حال رصدت أي تحرك مريب قد يستهدف قواتها أو مصالحها في الجغرافية السورية، وبالمقابل إيران ستبقى تحرك الأذرع بالتوازي مع تعثر ملف التفاوضي النووي وستستخدم طهران الضغوط القصوى على الولايات المتحدة وحلفائها من أجل تحقيق أعلى المكاسب في ذات الإطار”.
وأعرب عن اعتقاده بأن “أمريكا وإسرائيل سيعملون منفردين في حال وجود أي تهديد من تلك الميلشيات ،وهذا وما أشار له بيان القيادة المركزية الأمريكية إضافة إلى التصريحات الرسمية للرئيس الإسرائيلي ورئيس وزرائه إضافة إلى وزير الدفاع، وتلك التصريحات لم تعد تقتصر على الرسائل التصعيدية ما بين الخصوم بل باتت تترجم لحظيا بموجب المتغيرات التي تتطرأ في الساحات التي تشكل خطرا عليهما”.
والثلاثاء، أعلنت القيادة العامة المركزية للقوات العسكرية الأمريكية عن تنفيذها غارات جوية “دقيقة”، استهدفت مواقع للميليشيات الإيرانية في منطقة دير الزور شرقي سوريا.
وذكرت القيادة المركزية الأمريكية في بيان، اطلعت منصة SY24، على نسخة منه، أنه بتوجيه من الرئيس جو بايدن، نفذت القوات العسكرية الأمريكية، غارات جوية دقيقة في دير الزور سوريا.
وأوضح البيان أن الضربات الأمريكية استهدفت منشآت البنية التحتية التي تستخدمها الجماعات التابعة لميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني.