يواصل القاطنون في مناطق النظام السوري توجيه الانتقادات المبطنة، وذلك جراء الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي تتفاقم يوما بعد يوم.
وبين الفترة والأخرى تتعالى الصرخات بوجه النظام وحكومته، لعجزهم عن إيجاد الحلول لمعاناتهم واقتصار الأمر على الوعود وبيع الأوهام.
ومن بين تلك الصرخات ما قاله الصحفي “صبري عيسى”، حسب ما رصدت منصة SY24، والذي قال ساخراً إنه “إذا رأيت أي سوري يمشي في الطريق وهو يغني: (أنا من ضيع في الأوهام عمره)، لا تستغرب، فنحن ضحية أوهام الشعارات الكاذبة التي صدقناها، والآن نحن ندفع ثمن أوهام (الرفاق) الذين أرغمونا على ترداد شعاراتهم الكاذبة أكثر من نصف قرن”.
وأضاف “المصيبة أنهم لا يزالون يرددون نفس الأوهام وكأن شيئاً لم يحصل، لذا سنستمر بالغناء للوطن، ونرمي هذه الشعارات في الحاوية، ونلعن الأوهام والعمر الذي راح، ونواصل البحث عن عمر جديد، ومستقبل أفضل لأولادنا بلا شعارات، في وطن تتحقق فيه العدالة والحرية، وقبل كل شيء الكرامة”.
وتابع “عيسى” قائلاً إنه “لا يوجد قسوة أشد من رؤية الإحباط والانكسار على وجوه من تصادفهم وأنت تسير في شوارع دمشق، وكأنهم عائدين من تشييع جنازة ودعوا فيها أحد أفراد أسرتهم”.
وزاد بالقول “زلزال الغلاء والجوع أصاب الجميع بالذهول والصدمة، والعجز يصيب الجميع باليأس وفقدان الأمل”.
واعتبر أن “الخوف من اليوم التالي يقلق السوريين وسط أخبار وزارة التجارة الداخلية بتخفيض حصص حاملي البطاقة الذكية من الخبز، والأخبار المتناقضة عن أسعار مواد غذائية لا تستغني عنها الأسرة السورية مثل السكر الغائب عن الأسواق، واستمرار الوزارة بالكذب عن توفر السكر في الأسواق حتى بأسعار السوق السوداء”.
وأصبح من المؤكد، حسب “عيسى”، أن من يغطي على نشاط مافيات السوق هي الحكومة العاجزة عن السيطرة على الأسواق، بينما الشعب عاجز أمام حكومة تتجاهل معاناة شعبها، وتحوّلت حياة السوري إلى فصل من الجحيم، ولا حلول في الأفق”.
وتتصدر الأزمات الاقتصادية والمعيشية والأمنية واجهة الأحداث الحياتية في مناطق النظام السوري، إضافة إلى الكثير من الظواهر الاجتماعية السلبية التي دفعت بالقاطنين في تلك المناطق إلى التفكير بمسألة “الهجرة” نظرا لهذه الظروف التي تتفاقم يوما بعد يوم.