أطلقت “قوات سوريا الديمقراطية” عملية أمنية جديدة في مخيم الهول للنازحين على غرار العمليات الأمنية التي أطلقتها في وقت سابق، بهدف الحد من عمليات الاغتيال التي طالت عددا كبيرا من قاطني المخيم، بالإضافة إلى استمرار محاولاتها بإحباط عمليات تهريب عائلات عناصر تنظيم داعش الأجانب إلى خارج المخيم.
العملية التي حملت عنوان “الأمن والإنسانية” انطلقت بمشاركة المئات من عناصر “قوات سوريا الديمقراطية” وقوات الأمن الداخلي وحراسة المخيم “الأسايش”، وعناصر من القوات الخاصة HAT، وبعض المخبرين العاملين لصالح إدارة المخيم واستهدفت معظم أجزاء المخيم، حيث تم تفتيش خيام النازحين الواحدة تلو الأخرى، واعتقال عدد من المطلوبين بتهمة الانتماء إلى تنظيم داعش.
“قسد” أصدرت بيانا رسميا بالعملية، وقالت إنها جاءت في وقت “تزايد فيه النشاط الإرهابي لخلايا تنظيم داعش داخل المخيم، وبالذات مع استهدافه قاطنيه وموظفي المنظمات الدولية العاملة فيه وعناصر حراسته”، مؤكدةً أنها تمكنت من “اعتقال 27 شخص تعتقد أن لهم ارتباطات مع خلايا تنظيم داعش، فيما عثرت على خنادق وأنفاق داخل عدد من خيام النازحين تستخدم لإخفاء الأسلحة والذخائر”.
عملية “الأمن والإنسانية” التي أطلقتها “قسد” جاءت بالتزامن مع فرضها إجراءات جديدة على قاطني المخيم تمثلت بفصل القطاعات عن بعضها وعزلها بواسطة أسلاك شائكة وأبواب متحركة، مع تخصيصها عناصر حماية لكل قطاع على حدى، بهدف الحد من عمليات تنظيم داعش داخل المخيم وعدم السماح لهم بالتحرك بسهولة بين قطاعاتها.
فيما بينت “إدارة المخيم ” أن عملية “الأمن والانسانية” تعد ضربة استباقية نفذتها قواتها الأمنية داخل الهول، بعد تزايد المعلومات عن احتمال شن خلايا تنظيم داعش هجوماً شاملاً عليه بالتعاون مع الخلايا المتواجدة داخله، من أجل إخراج كافة سجناء التنظيم وعوائلهم منه وعودتهم الى المنطقة، على غرار العملية المسلحة التي أطلقتها في محيط سجن الصناعة وداخله.
وتزامنت هذه العملية مع زيارة يقوم بها وفد رسمي تابع للحكومة العراقية بهدف إخراج المزيد من العائلات العراقية من مخيم الهول النازحين، ونقلهم إلى مخيم “جدعة” جنوب شرق مدينة الموصل بهدف إفراغ الهول من العائلات العراقية، في ظل رفض معظم هذه العائلات العودة إلى بلادهم خوفاً من تنفيذ الميليشيات الشيعية المرتبطة بإيران عمليات انتقامية بحقهم، على غرار ما حدث مع عدد كبير من النازحين العائدين إلى بلدهم.
فيما أكدت إدارة مخيم الهول للنازحين أنها تعمل على إخراج جميع العائلات السورية المنحدرة من مدن وبلدات شمال شرق سوريا، وذلك ضمن الاتفاق الذي أبرمته مع شيوخ ووجهاء عشائر المنطقة، من أجل تخفيف الضغط داخل المخيم وتوفير خدمات أفضل لبقية النازحين المقيمين فيه، بالإضافة إلى إعادة الأهالي إلى قراهم ومنازلهم بعد التأكد من عدم وجود أي صلة بينهم وبين تنظيم داعش.
ووصل عدد قاطني مخيم الهول إلى أكثر من 57 ألف نسمة معظمهم من النازحين العراقيين، مع تواجد قرابة 9 آلاف من نساء وأطفال وعناصر تنظيم داعش الأجانب، ويقطن جميع هؤلاء النازحين في 8 أقسام، 4 منها مخصصة للنازحين العراقيين، و3 للعوائل السورية، والقسم الأخير خاص بعوائل عناصر تنظيم داعش