باشرت ميليشيا المختار المحلية في مدينة العشارة شرقي ديرالزور بتغيير مواقع انتشارها وكذلك تغيير مقراتها العسكرية، ونقل معظم أسلحتها الخفيفة والمتوسطة باتجاه مباني جديدة تقع بالقرب من النقاط العسكرية التابعة للفرقة الرابعة، مع قيامها برفع أعلام النظام وصور رأس النظام “بشار الأسد” فوق مقراتها الجديدة.
مصادر محلية تحدثت عن تخلي قيادة ميليشيا المختار عن الدعم والحماية الروسية في المنطقة وانضمامها إلى صفوف الميليشيات التابعة للفرقة الرابعة في الأجزاء التي يسيطر عليها النظام في محافظة ديرالزور، في سابقة هي الأولى من نوعها في المدينة وبالذات عقب تعرض مواقع الميليشيات الإيرانية لقصف مباشر من قبل التحالف الدولي، فيما لا تزال مواقع النظام العسكرية في جميع المحافظات التي تسيطر عليها في سوريا تتعرض بشكل شبه يومي لقصف من قبل الطيران الإسرائيلي مخلفةً عشرات القتلى.
المصادر ذاتها تحدثت عن اجتماع جمع قادة في ميلشيا المختار وضباط الفرقة الرابعة بحضور بعض قادة الميليشيات الإيرانية في مدينة العشارة، بهدف الاتفاق حول عمليات التهريب غير الشرعية التي تديرها جميع هذه الأطراف عند المعابر النهرية مع مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” على الضفة المقابلة لنهر الفرات، وتنسيق هذه العمليات وتقاسم الأرباح المادية فيما بينهم.
حيث تعد ميليشيا المختار واحدة من الميليشيات التي تتلقى الدعم بشكل مباشر من القوات الروسية، وذلك بعد تأسيسها بشكل مباشر من قبل فرع المخابرات الجوية أثناء فترة الحصار الذي فرضه تنظيم داعش على مدينة ديرالزور بين عامي 2014 و2017 ، إذ تتكون من مجموعة من اللصوص والمطلوبين بتهم جنائية وتهم تتعلق بالسرقة والقتل، تم إخراجهم من السجن المركزي بدير الزور مقابل انضمامهم لصفوف هذه الميليشيا.
في الوقت الذي تشهد فيه مدن وبلدات ريف ديرالزور الشرقي حركة مكثفة للميليشيات الإيرانية تمثلت في نقل معظم مواقعها ورفع أعلام النظام بشكل واضح فوق مقراتها وعرباتها العسكرية، كما قامت بنقل كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر إلى بعض المنازل التي تسيطر عليها داخل الأحياء السكنية، خوفاً من تعرضها للقصف مرة أخرى من قبل قوات التحالف الدولي.
بينما عمدت مليشيات القاطرجي على سحب جميع عناصرها و إخلاء مقراتها في جميع البلدات التي كانت تتواجد فيها بريف ديرالزور، والانتقال إلى مدينة الميادين والعمل هناك بتهريب النفط والمحروقات من نطاق سيطرة “قسد” إلى مناطق سيطرة النظام، مع قيام مليشيا المختار وباقي الميليشيات الإيرانية المنتشرة في العشارة وبقرص وسعلو والقورية، بالعمل على السيطرة على نقاط التهريب التي تم إخلائها بشكل فوري.
والجدير بالذكر أن جميع الميليشيات المسلحة المتواجدة في مدينة ديرالزور والريف المحيط بها، تتنافس فيما بينها للسيطرة على معابر التهريب غير الشرعية مع مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، والتي تستعمل في نقل النفط و المحروقات والطحين إلى مناطق النظام، مقابل نقل الممنوعات والمخدرات والبشر إلى مناطق “قسد”، إذ تدر هذه العمليات ملايين الليرات بشكل يومي على قادة هذه الميليشيات وضباط الفرقة الرابعة وباقي المتعاونين معهم.
بينما تشهد هذه المعابر اشتباكات مسلحة بين مختلف الميليشيات الإيرانية والروسية والمحلية، في محاولة كلٍ منهم بسط نفوذه على المعابر النهرية واحتكار عمليات التهريب لتحقيق مكاسب مادية جديدة، وضم أكبر عدد ممكن من أبناء المنطقة لصالحهم، مستغلين الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعاني منها الأهالي في مدينة ديرالزور وباقي المدن والبلدات التي تقع تحت سيطرة النظام السوري.