أرسلت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني تعزيزات عسكرية ضخمة إلى الطريق الواصل بين مدينتي دير الزور والبوكمال شرقي سوريا، وقامت بإنشاء عدد من نقاط التفتيش الخاصة بها، بالإضافة إلى إرسال تعزيزات أخرى إلى طريق ديرالزور- دمشق الدولي، مع تكثيف دورياتها بين المدن والبلدات المتواجدات على هذا الطريق.
التعزيزات التي دفعت بها ميليشيا “الحرس الثوري” تتكون من مئات العناصر والمنتسبين المحليين، ممن تم تخريجهم من الدورة التدريبية الأخيرة التي أقيمت في ريف ديرالزور الغربي وفي مدينتي الميادين والبوكمال، مضافاً إليهم عشرات العناصر المحليين الذين سحبتهم من النقاط المتقدمة في بادية الرصافة ومحيط جبل البشري جنوب غرب مدينة الرقة.
وذكرت مصادر محلية، أن التعزيزات العسكرية الأخيرة للميليشيات الإيرانية على طول الطريق الممتد من البوكمال مروراً بدير الزور وصولاً إلى دمشق، جاءت بهدف “حماية قوافل الزوار والحجاج الشيعة القادمين من العراق إلى سوريا بغرض زيارة المقامات والأضرحة المقدسة لديهم وتأمين الطريق لهم”.
وأكدت المصادر، أن الميليشيات العراقية الشيعية المرتبطة بإيران قامت بإرسال تعزيزات عسكرية برفقة قوافل الزوار الشيعة متمثلة بعدد من سيارات الدفع الرباعي مزودة برشاشات مضادة للطائرات، وأيضاً قرابة 200 من عنصر من ميليشيا الحشد الشيعي وميليشيا النجباء وميليشيا حزب الله اللبناني، خوفاً من تعرض هذه القوافل لهجمات من خلايا تنظيم داعش التي تنشط في صحراء الأنبار وفي محافظة صلاح الدين بدولة العراق.
في حين، تحدثت مصادر مقربة من الميليشيات الإيرانية عن احتمال قيام هذه الميليشيات بإدخال كميات من الأسلحة والذخائر برفقة قوافل الزوار الشيعة التي تدخل بشكل شبه يومي إلى سوريا، عبر معبر البوكمال الرسمي أو عبر معبر السكك البري غير الرسمي، على إثر خسارتها كميات هائلة من الأسلحة بعد تعرض مستودعاتها في بلدة “عياش” بريف ديرالزور الغربي إلى قصف مباشر من قبل قوات التحالف الدولي قبل عدة أيام.
كما تحدثت أيضاً عن سحب معظم المنتسبين المحليين من منطقة مستودعات “عياش” ومن محيط قلعة الرحبة في ريف مدينة الميادين واستبدالهم بعناصر إيرانية وعراقية وأفغانية، وذلك بسبب “تخوفها من تسريب أي معلومات خاصة بهذه المستودعات أو الأسلحة المتواجدة فيها إلى التحالف الدولي”.
وفي الآونة الأخيرة ازدادت حركة دخول قوافل الزوار من العراق إلى سوريا عبر معبر البوكمال الحدودي، وذلك بعد تسهيلات كبيرة قامت بها حكومة النظام السوري لهؤلاء الزوار تمثلت بادخالهم دون الحصول على فيزا خاصة، وأيضاً تسهيل إجراءات العبور وعدم إخضاع المسافرين لأي تفتيش كون هذه المعابر تقع تحت سيطرة الميليشيات الإيرانية بشكل مباشر، بالإضافة إلى استمرار ميليشيا الحرس الثوري الإيراني بادخال أكبر قدر ممكن من هؤلاء الزوار من أجل زيادة مكاسبها المالية، وتجنيد أكبر قدر ممكن من معتنقي المذهب الشيعي إلى صفوفها، بحجة “حماية الأضرحة المقدسة” التي بنتها في ريف ديرالزور وباقي المدن السورية التي تقع تحت سيطرتها.