قام عدة أشخاص بمهاجمة صهاريج تابعة لميليشيا “القاطرجي” الموالية لإيران أثناء توقفها في بلدة “بقرص” بريف ديرالزور الشرقي الخاضع لسيطرة النظام السوري والميليشيات التابعة لـ “الحرس الثوري”، ما تسبب باحتراق ثلاثة صهاريج بالكامل مع تضرر عدد آخر منها دون تسجيل وقوع أي إصابات، فيما لاذ المهاجمون بالفرار.
الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري نشرت عدة حواجز على مداخل ومخارج البلدة وقامت بعمليات تفتيش دقيقة للمدنيين، إضافة لعناصر الميليشيات الروسية وميليشيا “الدفاع الوطني”، في محاولة منها للقبض على الأشخاص الذين هاجموا القافلة، ما خلق حالة من التوتر بين عناصر هذه الميليشيات وفرع الأمن العسكري المسؤول عن هذه الحواجز، حيث حدثت عدة مشادات كلامية تطورت في بعض الأحيان لإطلاق نار بالهواء.
مصادر خاصة تحدثت لمنصة SY24 عن تورط عناصر في ميليشيا “الدفاع الوطني” في عملية حرق الصهاريج التابعة لميليشيا “القاطرجي” ببلدة “بقرص” بريف ديرالزور الشرقي، وذلك على خلفية التوتر المتصاعد بين هذه الميليشيات نتيجة الخلاف الذي نشب بينهم، بسبب سيطرة “القاطرجي” على جميع نقاط التهريب ومنعها بقية الميليشيات من الاستفادة من تهريب النفط أو الاتجار به، وخاصة مع اقتراب فصل الشتاء وزيادة الطلب على المازوت الخاص بالتدفئة.
وأكدت المصادر ذاتها، أن عناصر تابعين لميليشيا “الدفاع الوطني” قدموا من بلدة “العشارة” شرقي ديرالزور ودخلوا بلدة “بقرص” مرتدين “لباساً مدنياً ولا يحملون أي سلاح”، وقاموا بإحراق الصهاريج ومن ثم غادروا البلدة بشكل فوري عبر البساتين المحيطة بها، باتجاه مدينة “الميادين” ومنها إلى بلدة “العشارة” دون المرور بالحواجز العسكرية التابعة للميليشيات الإيرانية المنتشرة في المنطقة خوفاً من اعتقالهم.
فيما نوهت هذه المصادر إلى وجود حالة من الغضب والاستياء لدى قادة وعناصر ميليشيا “الدفاع الوطني” في مدينة ديرالزور والريف المحيط بها، بسبب سيطرة ميليشيا “القاطرجي” على تجارة النفط عبر المعابر النهرية غير الشرعية مع مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، والتي تدر عليها وعلى ميليشيا “الفرقة الرابعة” المتحالفة معها ملايين الليرات السورية بشكل يومي.
“عدي المحمد”، أحد أبناء مدينة ديرالزور وعنصر سابق في ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، تحدث عن “سيطرة الميليشيات الإيرانية بشكل كامل على المعابر النهرية والبرية مع مناطق سيطرة قسد شمال شرقي سوريا، وبالتالي سيطرة كاملة على تجارة النفط والمواد الغذائية والمخدرات في المنطقة، ما خلق حالة من العداء لدى بقية الميليشيات التي تحاول الحصول على مكاسب مادية من وراء عمليات التهريب التي تجري في مناطقهم”، على حد تعبيره.
وقال في حديثه لمنصة SY24، إن “حالة العداء بين الميليشيات المحلية والإيرانية بدأت مع سيطرة الإيرانيين على جميع مفاصل الحياة في المدينة، وبالذات مع عدم قيام الأجهزة الأمنية بمحاسبة عناصرها كما تفعل مع عناصر الدفاع الوطني، وهذا ما تسبب بتوتر كبير بين مختلف الميليشيات تطورت في بعض الأحيان إلى اشتباكات مسلحة ذهب ضحيتها العديد من المدنيين”.
وأضاف أن “حريق صهاريج تابعة لميليشيا القاطرجي في مناطق النظام لا يمكن أن يقف خلفها إلا طرف من اثنين، إما ميلشيا الدفاع الوطني أو الميليشيات الروسية، والطرفان لديهم الأسباب لمثل هذا التصرف وبالذات بعد طرد ميلشيا حمشو الموالية لموسكو من بلدة بقرص قبل عدة أسابيع، والاشتباكات التي اندلعت على خلفية هذه العملية وغيرها من التوترات العسكرية التي شهدتها المنطقة خلال الأشهر الماضية”.
وتعد تجارة النفط القادم من مناطق سيطرة “قسد” أحد أهم المنابع المالية للميليشيات الإيرانية المتواجدة في ريف ديرالزور الشرقي، وخاصة بعد ارتفاع أسعار الوقود وقيام التحالف الدولي بمهاجمة المعابر غير الشرعية الموجودة في المنطقة، بهدف الحد من عمليات تهريب النفط إلى مناطق النظام.
يشار إلى أن مدينة ديرالزور والريف المحيط بها، شهد حالة من التوتر الأمني عقب اندلاع عدة اشتباكات مسلحة بين المليشيات الإيرانية وميليشيا الدفاع الوطني، بسبب السباق بين هذه الميليشيات على السيطرة وفرض النفوذ داخل هذه المناطق، مع تراجع واضح لدور الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، والتي تحولت إلى “ميليشيات مسلحة تعمل تحت قيادة بعض الضباط، الذين يعملون لتحقيق أكبر قدر من المكاسب المالية في وقت قصير”.