أجمع عدد من المهتمين بالشأن الإيراني وتحركات الميليشيات الإيرانية في سوريا، على أن هناك أهمية استراتيجية لعدد من المناطق التي تتخذها إيران مقرات سرية لمستودعات أسلحتها تحت الأرض.
وفي هذا الملف تفتح منصة SY24، أبرز أماكن توزع المناطق التي تتواجد فيها مستودعات ومصانع أسلحة تحت الأرض لإيران، إضافة إلى مناطق أخرى من المتوقع أن تكون تلك المستودعات والمصانع متواجدة فيها.
وفي هذا الجانب قال الحقوقي المهتم بتوثيق انتهاكات النظام وميليشياته “عبد الناصر حوشان” لمنصة SY24، إنه “من المعروف أن النظام السوري سلّم عدة مواقع عسكرية في محافظة حماة وطرطوس ومنها معامل الدفاع ومراكز البحوث العلمية في قرية “الزاوي” شمالي مصياف، يستخدم لتصنيع الأسلحة والصواريخ البالستية وكذلك هناك لواء صواريخ غربي مصياف، ومعسكرات الطلائع في الشيخ غضبان شرقي مصياف التي تم قصفها آخر مرة من قبل إسرائيل”.
وأضاف “وكذلك تتموضع إيران في مركز البحوث العلمية في جبل كفراع قرب قرية براق جنوبي حماة، والفوج 47، بالإضافة إلى مدرسة المجنزرات شرقي حماة”.
وتابع “وتتمركز أيضا جنوبي محافظة طرطوس بالقرب من الحدود اللبنانية (المداجن) التي تم تحويلها إلى معسكرات ومعامل لتصنيع المخدرات، وفي مجمع المباقر والمداجن (مباقر زاهد)”.
وعن أهمية منطقة مصياف بالنسبة لإيران، أوضح “حوشان” أن “هناك معمل تطوير الصواريخ البالستية، وهناك معامل تصنيع حاويات الغازات الكيميائية المتفجرة”، مبيناً أن “منطقة مصياف خطرة بالنسبة لإسرائيل لقربها من الحدود اللبنانية وسهولة نقل الصواريخ”.
وعن المواقع الأخرى التي من المتوقع أن تتخذها إيران مقرات لمستودعات أسلحتها تحت الأرض قال “حوشان”: إن “هناك مواقع بالقرب من منطقة القدموس يعتقد أنها منشأة نووية تسمى منطقة وادي جهنم، وهي منطقة محصنة بالجبال من كل جانب وقد يكون هناك انفاق وهمي للتغطية على الأنفاق الحقيقية”.
ومن المناطق الأخرى المتوقعة، حسب “حوشان” هي “دير شميل، جورين، مركز البحوث الزراعية في الغاب، مدرسة المحاسبة العسكرية في مصياف، معسكرات التدريب في أحراش صافيتا، ومعامل الدفاع في حلب في منطقة الواحة، حيث تشترك إيران والصين والروس في استخدامها لتصنيع السلاح الكيماوي والجرثومي، يضاف إليها إدارة الحرب الكيمائية ومستودعاتها شرقي حمص، وقيادة الفرقة 22 جوية في الغنطو بريف حمص الشمالي”.
وقبل أيام، كشفت إسرائيل عن وجود أكثر من 10 منشآت للصناعات العسكرية في مناطق متفرقة من سوريا، محذرة من خطر مصانع الأسلحة الإيرانية هناك عليها وعلى المنطقة.
جاء ذلك على لسان وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، في مؤتمر صحفي عقده بهذا الخصوص من نيويورك.
وخلال المؤتمر عرض الوزير الإسرائيلي خارطة للصناعات العسكرية السورية تُستخدم كمنشآت لإنتاج ذخائر متطورة لإيران، ومن بينها المنشأة التحت أرضية في مدينة مصياف.
وأشار إلى أن “إيران تبني في سوريا صناعات تخص الإرهاب وفق احتياجاتها، وبدأت مؤخرًا في بناء صناعات متقدمة أيضًا في لبنان واليمن”.
الباحث في الشأن الإيراني “ضياء قدور” قال لمنصة SY24، إن “المستودعات الموجودة تحت الأرض هي أماكن لتطوير البرنامج الصاروخي السوري الإيراني، سواء في جمرايا أو منطقة مصياف أو مناطق الحميدية قرب الساحل السوري، وكلها تعتبر مراكز أبحاث وتطوير لصناعة الصواريخ وتطويرها”.
وتابع “في الوقت الحالي لا فائدة من وجود مصنع لإنتاج الصواريخ فوق سطح الأرض كونه سيكون هدفاً سهلاً للطيران الاسرائيلي”.
ولفت إلى أن “منطقة مصياف تؤمن الحماية الطبيعية لمشروع الصواريخ بسبب طبيعة جبال مصياف الشاهقة الأمر الذي يجعل من الممكن الاستمرار بالمشروع رغم الضربات الإسرائيلية المتكررة”.
وبخصوص المناطق الأخرى المتوقع أن تتخذها إيران مقرات لها تحت الأرض، أشار “قدور” إلى “المناطق الموجودة في القلمون السوري كونها منطقة جبلية تؤمن حماية طبيعية للمشروع الإيراني، وهي بطبيعة الحال تحتوي على مواقع عسكرية للنظام السوري وتوجد مستودعات قديمة للأسلحة والذخيرة داخل الجبال ويمكن للنظام وميليشياته الاستفادة منها”.
وحول المناطق التي تتخذها إيران مقرات لمستودعاتها تحت الأرض، أوضح الناشط السياسي “مصطفى النعيمي” لمنصة SY24، أن “التموضع العسكري الإيراني في سوريا منذ إنشاء قاعدة الإمام علي في مدينة البوكمال، وحتى اللحظة تشير إلى أن إيران تتخذ من هذا التموضع ركيزة أساسية لانطلاق ميليشياتها في سوريا وتأمين الدعم اللوجستي الكامل لهم،”.
وفيما يخص السبب وراء تركيز إيران على منطقة مصياف لإنشاء مصانع أسلحة لها تحت الأرض، أكد “النعيمي” أن “السبب الرئيسي يعود إلى كثافة الضربات التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي على تموضع ميليشيا إيران في المنطقة الساحلية عموما لا سيما القريبة من الموانئ السورية، ودلالة الانسحاب المتدرج للميليشيا يرتبط بإنشاء الحرس الثوري الإيراني قاعدة عسكرية ضخمة شرقي سوريا وبالتحديد في محيط مزارع عين علي ببلدة القورية على غرار قاعدة الإمام علي، وسط تعتيم إعلامي كبير، حيث استقدمت آليات الحفر من مدينة دير الزور وسط تعزيزات أمنية ورقابة فارقة خشية معرفة وجهة الآليات وطبيعة التحركات”.
ومنذ انتهاء ما تسمى “الانتخابات الرئاسية”، أواخر أيار الماضي 2021، وفوز رأس النظام “بشار الأسد” بولاية جديدة لحكم سوريا، بدأت إيران تتغلغل وبشكل ملحوظ في مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والتجارية وبضوء أخضر من النظام السوري.
وبين الفترة والأخرى يُعرب القاطنون في مناطق النظام عن سخطهم من التواجد الإيراني والروسي معا على الأراضي السورية، ومؤخراً أكدت مصادر من داخل مناطق النظام السوري أن هناك تنسيقاً واضحاً بين روسيا وإيران لحماية ميليشياتها وتفادي الضربات الإسرائيلية، واصفين ما يجري على الأرض السورية بـ “المسرحية”.
وتتعرض المواقع التي تتحصن داخلها تلك الميليشيات، لقصف عنيف من قبل الجيش الإسرائيلي، والطائرات الحربية الأمريكية، بلغت ذروتها في شهر آب الماضي، وطالت عدداً من المقرات العسكرية التابعة لها في عدة محافظات مخلفة خسائر بشرية ومادية كبيرة.