حذّرت مصادر مهتمة لتوثيق أخبار تنظيم “داعش” وتحركاته في سوريا وبخاصة شرقي سوريا والبادية، من أن سياسة سلطات الأمر الواقع تشكل أرضاً خصبة لقبول التنظيم من قبل أفراد المجتمع.
وأشارت المصادر في الوقت ذاته، إلى السياسة التي يتبعها التنظيم سواء في منطقة البادية أو حتى المنطقة الشرقية التي تتمركز فيها قوات “قسد”، إضافة إلى قوات النظام السوري وميليشياته.
وذكر الباحث المهتم بملف “داعش” والبادية السورية “رشيد حوراني” لمنصة SY24، أن “التنظيم يتبع سياسة (سمكة الصحراء) التي يعمل على توظيفها من ناحيتين: الأولى الناحية الميدانية بالضرب لأهداف عدوه ومن ثم التخفي (كمائن/ إغارة)، والثانية هي الناحية الاجتماعية كأن يشعل حرباً بين عشيرتين أو عائلتين ضمن العشيرة الواحدة تكون إحدى أطرافها تتعامل مع قسد، ويدعم من وراء الكواليس الطرف الاخر من العائلة التي يقاتل من يتعاملون مع قسد من عائلتهم”.
واعتبر “حوراني” أن “داعش اليوم لا يميل لإعادة سيطرته كما سبق، إنما من خلال خلق هاجس لدى بقية الأطراف واستنزافها على المدى المتوسط، ومن ثم من المحتمل أن يعلن عن سيطرته في منطقة ما، أما الآن فيعتمد هذه السياسية كي لا يكرر تجربة تحصنه في الباغوز وتجربة المعركة التي أعلنت عقبها أمريكا انتهاء التنظيم”.
وعن الفئات التي يعتمد عليها التنظيم في تنفيذ عملياته قال “حوراني” إن “التنظيم يعتمد على نوعين من العناصر، الأول من يقوم بالعمليات ومنتسب لصفوفه وينتشر مع مجموعات داعش في البادية، والثاني هي عناصر الخلايا الأمنية التي يجندها في مناطق السيطرة الأخرى”.
وقبل أيام، تداولت بعض المصادر المطابقة “تقريراً استخباراتياً أمريكياً صدر عام 2020، ورُفعت عنه السرية مؤخراً” يحذر من إمكانية استعادة “داعش” الكثير من قوته السابقة ونفوذه العالمي في حال قلّصت القوات الأمريكية والغربية دورها في مواجهة التنظيم.
وأوضح التقرير أن “داعش” لم يَعُد يسيطر على مساحاتٍ شاسعة من الأراضي أو شن هجمات كما فعل قبل عدة سنوات، بعد أن قادت الولايات المتحدة تحالفاً دولياً ضده، إلا أنه يعيد بناءَ بعض القدرات الأساسية ببطء في العراق وسوريا ويقاتل الحكومات المحلية بشكلٍ متزايد في عدّة أماكنَ، بما في ذلك أفغانستان، حسب ما تم تداوله.
وحول ذلك قال الباحث “حوراني” إن “تقديرات التقارير التي رفعت عنها السرية صحيحة إذا ما تمت مقارنتها بالعمليات التي ينفذها التنظيم وخاصة في سوريا والعراق، وذلك يعود لعدة أسباب أهمها عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي ما يدفع السكان المحلين للتعاون مع التنظيم للانتقام من السلطات القائمة، بمعنى سياسة السلطات القائمة تشكل أرضاً خصبة لقبول التنظيم من قبل أفراد المجتمع”.
وزاد بالقول إنه “ويضاف لما سبق معرفة التنظيم بجغرافية المنطقة وتوظيفه وعورتها وتضاريسها ضد أطراف الصراع الأخرى، واعتماده على حرب العصابات والكمائن”.
يشار إلى أن تنظيم “داعش” يتحصن بمناطق معينة وعرة في جبال السخنة شرقي حمص، ويعتمد على عمليات المباغتة التي تطال حواجز وأرتال النظام لاغتنام الأسلحة والذخيرة ومن ثم ينتقل لمنطقة أخرى.
وتتميز المنطقة الصحراوية التي ينتشر فيها “داعش” بصعوبة التضاريس والتي تجعل مهمة تتبع هذه الخلايا أمرا صعبا، بالإضافة إلى المساحة الواسعة والتي تقدر بحوالي 80 ألف كم مربع والتي أعطته القدرة على التحرك بسهولة.
وكانت مصادر خاصة أكدت لـ SY24 أيضا، أن تنظيم “داعش” بات يتبع سياسة “لدغة العقرب”، أي أنه يضرب وينسحب من المنطقة مباشرة، على حد وصفها.