اقتحمت مجموعة عسكرية من “الفرقة الرابعة” التابعة لجيش النظام السوري معبر الجنينة – البغيلية النهري غير الشرعي، والذي يربط مناطق سيطرة النظام بريف ديرالزور الغربي بمناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” على الضفة المقابلة لنهر الفرات، وقامت بطرد جميع عناصر ميليشيا “الدفاع الوطني” ومصادرة بعض القوارب المستعملة في عمليات التهريب مع فرضها طوقاً أمنياً حول المنطقة.
المجموعة التابعة للفرقة الرابعة داهمت المعبر في ساعات الصباح الأولى أمس الأحد، وطلبت من عناصر ميليشيا الدفاع الوطني الخروج من منطقة السرير النهري بشكل كامل والاتجاه نحو مقرهم الموجود في بناء تابع لمديرية الزراعة عند مدخل بلدة البغيلية، وسط حالة من التوتر سادت المعبر، وبالذات مع قيام عناصر الفرقة الرابعة بالتدقيق في هويات الموجودين وتفتيش أمتعتهم واستجواب بعض الشباب حول سبب تواجدهم في المعبر.
مصادر خاصة تحدثت لمنصة SY24 عن اتجاه قيادة الفرقة للسيطرة على جميع المعابر النهرية غير الشرعية مع مناطق “قسد”، ومنع ميليشيا الدفاع الوطني من التواجد فيها أو الاستفادة منها، بهدف “إضعاف شوكتها وتقليص نفوذها لصالح تنامي نفوذ الميليشيات الإيرانية في المنطقة”، وبالذات مع التقارب الكبير بين قائد ميليشيا الدفاع الوطني فراس العراقية وبين قيادة القوات الروسية في مدينة ديرالزور.
وذكرت المصادر، أن عناصر الدفاع الوطني المتواجدين عند معبر البغيلية حاولوا الاشتباك مع عناصر ميليشا الفرقة الرابعة، قبل أن تتدخل دورية تابعة للأمن العسكري كانت متواجدة في المنطقة، وتطلب منهم الانسحاب فوراً إلى مقراتهم العسكرية خوفاً على حياتهم، بسبب العدد الكبير من العناصر والعتاد العسكري الذي جلبته الفرقة الرابعة معها إلى المعبر.
بينما تحدثت بعض المصادر المحلية عن قيام عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني بالتجول في شوارع وأسواق مدينة ديرالزور بالعتاد العسكري الكامل، وتعمدهم المرور من أمام مقرات الميليشيات الإيرانية ومباني الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، على الرغم من إصدار قيادة “اللجنة الأمنية والعسكرية لمدينة ديرالزور” قراراً يقضي بمنع تجول عناصر الميليشيات المسلحة في أحياء المدينة بسلاحهم دون أمر مهمة من قادتهم.
حالة التوتر التي تشهدها المدينة دفعت العديد من الأهالي للطلب من أبنائهم عدم الاقتراب من مواقع انتشار عناصر ميليشيا الدفاع الوطني أو المقرات العسكرية الخاصة بهم، وأيضاً الابتعاد عن مباني الأجهزة الأمنية والآليات العسكرية التابع لميليشيا الفرقة الرابعة، خوفاً من اندلاع اشتباكات مسلحة أو قيام ميليشيا الدفاع الوطني بأعمال انتقامية ضدها.
وتأتي هذه العملية بعد أيام من قيام عناصر “مجهولين” يعتقد أنهم تابعين لميليشيا الدفاع الوطني، بإحراق عدة صهاريج تعود مليكتها لميليشيا القاطرجي كانت متوقفة في بلدة بقرص بريف ديرالزور الشرقي، بانتظار أن يتم تعبئتها بالوقود القادم من مناطق “قسد” عبر معبر البلدة النهري، على الرغم من تنصل الميليشيا من هذه الحادثة وعدم اعترافهم بالوقوف خلفها.
يشار إلى أن الفرقة الرابعة الموالية للميلشيات الإيرانية تسعى لفرض سيطرتها على معظم المعابر النهرية غير الشرعية مع مناطق “قسد”، وبالتالي سيطرتها شبه التامة على تجارة النفط والمواد القادمة من تلك المناطق، بالإضافة إلى استمرارها بتهريب المخدرات القادمة من العراق ولبنان إلى مدن وبلدات شمال شرق سوريا، بهدف فتح طريق جديد للتهريب عبر مناطق سيطرة المعارضة السورية في الشمال السوري ومنه إلى تركيا.