منذ سيطرة قوات النظام على المنطقة الجنوبية عملت روسيا على حماية المنطقة الحدودية مع “إسرائيل”، من الميليشيات الإيرانية، حيث عمدت على تجنيد المليشيات التابعة لها، في منطقة “القنيطرة”، تزامناً مع نشر وتسيير دوريات عسكرية دائمة في هذه المنطقة، ما أدى بالتالي لإبعاد الميليشيات الايرانية عنها.
تغيرت هذه المعادلة، منذ بدء الحرب الروسية – الأوكرانية، إذ اضطرت القوات الروسية لسحب عدد كبير من الميليشيات المحلية التابعة لها في المنطقة، ما أدى إلى حصول فراغ في فيها.
بالوقت نفسه، أعلنت إسرائيل موقفاً حيادياً من الحرب الروسية الأوكرانية، بداية الحرب ثم بدأت بالتصعيد من إدانتها للروس، ما أثار حفيظتهم اتجاهها، والبدء بمضايقتها على كافة الأصعدة الدبلوماسية والعسكرية، على الأرض، حيث عمد الروس في سوريا إلى السماح للميليشيات بالتقدم تجاه الحدود مع إسرائيل و إعادة التغلغل في المنطقة الحدودية.
إضافة إلى تخفيف عدد الدوريات الروسية العسكرية، ما يسمح للميليشيات الإيرانية بسهولة الحركة والتنقل في المنطقة بالاعتماد على الأفرع الأمنية، وقيادات في الجيش للتغطية على وجودهم، وتأمين تحركاتهم.
وبناءً على معلومات مؤكدة، وصلت منصة SY24، فإن أعداد الميليشيات في منطقة “القنيطرة” وتحركات الميليشيات الإيرانية، ازدادت بشكل ملحوظ مؤخراً، مع إعادة انتشارها، وإحداث معسكرات تدريبية ومخازن أسلحة هناك.
وحسب ما رصدته المنصة، عن المنطقة التي يتم فيها إنشاء معسكرات تدريبية حالياً، تركزت في منطقة مثلث الموت، باتجاه محافظة القنيطرة في منطقة “خان أرنبة – حضر – حمريت” حيث تتركز في هذه المنطقة خلايا لميليشيا “حزب الله” اللبناني أيضاً، إضافة إلى وصول عناصر وقيادات من لواء فاطميون المدعوم إيرانياً.
وفي ذات السياق، أكدت مصادرنا أنه تم استقدام الميليشيات مع عدد من الطائرات المسيرة والتي قامت بإنشاء مركز لها، بالإضافة إلى مستودع في “تل الحارة”، ومستودع احتياطي للطيران المسير في بلدة “خان أرنبة”،إذ يقوم فرع سعسع التابع للمخابرات العسكرية السورية، وبالتنسيق مع الفرقة الرابعة، بتسهيل أمورهم في القنيطرة.
وفي التفاصيل التي رصدتها المنصة، أكدت انتشار الفرقة الرابعة حالياً عند طريق درعا – دمشق القديم، مشكلةً طوقاً أمنياً لحماية الميليشيات وتحركاتهم، وعزل المنطقة الحدودية مع اسرائيل وباقي محافظات “درعا، والسويداء، وريف دمشق”.
وفي أحدث المستجدات، أكد مراسلنا في المنطقة أنه بعد زيارة الروس للمنطقة الحدودية في “السويداء” عادت الميليشيات مجدداً للانتشار في المنطقة، إذ زارت مؤخراً دورية روسية مشتركة، المنطقة الحدودية “السورية – الأردنية”، والتي يتم فيها عمليات التهريب بشكل كبير، حيث رصدت الدورية المنطقة بالكامل، وكانت الميليشيات قد أخلتها باتجاه المناطق المجاورة، قبل يومين من زيارة الدورية الروسية.
وعقب الانتهاء من الزيارة، عادت الميليشيات للانتشار مجدداً في منطقة “الشعاب” الحدودية، التي باتت مركز عمليات تهريب الأسلحة و المخدرات باتجاه الأراضي الأردنية.
وأشارت مصادر خاصة لمراسلنا، أن الميليشيات الإيرانية أنشأت مقر صغير لها في قرية “ملح” القريبة من بلدة “الشعاب” الحدودية، و تعد هذه النقطة بمثابة نقطة إمداد لوجستي لهم.
وفي سياق متصل، أكد المراسل أن المسؤول عن تأمين المواد الغذائية والوقود هو شخص متعاون مع الميليشيات يدعى “علي بلان” وتجري عملية النقل بالتعاون مع المخابرات العسكرية السورية، والتي تتواجد في المنطقة، و يتم نقلها عبر طريقين رئيسيين هما، “ملح- الشعاب” مروراً بحاجز المخابرات العسكرية، والطريق الآخر يمر من كتيبة الدير، كما يجري نقل بعض المؤن والوقود في حالات الطوارئ القصوى من بلدة الشعاب إلى مواقع إيرانية داخل البادية السورية.
يذكر أن الفيلق الأول يقوم حالياً بإجراء تدريبات للعناصر في على استخدام المدفعية و الصواريخ بالقرب من منطقة الكسوة بغية تحضيرهم و إعدادهم للانتقال للقنيطرة، حيث تحاول إيران حالياً تعزيز تواجدها في المنطقة الحدودية لتحقيق مكاسب كبرى على أصعدة الملفات السياسية الدولية و منها الملف النووي الإيراني و الضغط على إسرائيل و تعزيز تواجدها على الساحة السورية بالإضافة لدعم فكرة مقاومة إسرائيل أمام الرأي المحلي الإيراني.