دقت منظمة “أنقذوا الأطفال” الدولية ناقوس الخطر، معربة عن مخاوفها من خطر تفشي مرض “الكوليرا” وبشكل خاص على حياة آلاف الأطفال شمالي وشرقي سوريا.
وذكرت المنظمة في بيان حسب ما تابعت منصة SY24، أن “آلاف الأطفال في شرقي وشمالي سوريا معرضون للإصابة بمرض (الكوليرا) سريع الانتشار، الناجم عن استخدام المياه الملوثة من نهر الفرات”.
ولفتت إلى أن “ما لا يقل عن 24 شخصاً توفوا بسبب المرض الذي تنقله المياه، في حين أبلغ عن مئات من الحالات المشتبه بها في جميع أنحاء البلاد، حيث يتزامن تفشي المرض مع عودة الأطفال إلى المدارس في سوريا، ما يعرض صحتهم وتعليمهم للخطر”.
وأنذرت من خطورة الأوضاع الصحية في تلك المناطق، مضيفة أنه “أول انتشار كبير للمرض في سوريا منذ أكثر من عقد، مع تأكد الحالة الأولى في بلدة جرابلس شمالي سوريا، فيما لم يُبَلغ شمالي وشمال غربي سوريا عن أية إصابات، ما يشير إلى أن احتمالية ظهور حالات في مواقع أخرى لا تزال مرتفعة”.
وأضافت المنظمة “يُفهم أن التفشي الحالي للمرض ناجم عن شرب المياه الملوثة والأغذية المروية، ويرجع ذلك أساساً إلى أسوأ موجة جفاف تشهدها سوريا منذ عقود، بالإضافة إلى ذلك، ينتهي المطاف بمياه الصرف الصحي داخل نهر الفرات من المجتمعات الواقعة على طول ضفتيه، ما يزيد من احتمالية انتشار الأمراض، في وقت يعتمد خلاله نصف سكان سوريا في كثير من الأحيان على مصادر مياه غير مأمونة، لتلبية أو استكمال احتياجاتهم المائية اليومية”.
والإثنين، أكدت مصادر طبية عاملة في الشمال السوري ، تسجيل أول إصابة بمرض “الكوليرا”، وذلك بعد انتشاره قبل عدة أيام في مناطق النظام السوري والمنطقة الشرقية.
وقال الدكتور “محمد.جاسم” مدير برنامج الترصد الوبائي في الشمال، لمنصة SY24، إنه “تم تأكيد تسجيل أول إصابة بمرض الكوليرا لرجل أربعيني وهو من قرية مجاورة لمدينة جرابلس”.
وحذّر فريق “منسقو استجابة سوريا”، من أن الوضع في منطقة الشمال السوري مهيأ بشكل خاص لانتشار المرض بشكل كبير، مؤكداً أن تفشي المرض سيكون كاسحاً لدى آلاف الأشخاص في حال انتشاره، وخاصةً القاطنين في المخيمات الذين تتعرض حالتهم الصحية للخطر أصلاً بسبب نقص الغذاء والمياه النظيفة.
والأحد، أعرب القاطنون في مناطق سيطرة النظام السوري، عن مخاوفهم من تحول مرض “الكوليرا” إلى “وباء”، وذلك بالتزامن مع الارتفاع السريع بعدد الحالات المسجلة في هذه المناطق.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة للنظام، قبل أيام، أن عدد حالات الإصابة بمرض “الكوليرا” بلغ 201 إصابة، لافتة إلى تسجيل 14 حالة وفاة.
وأنذر كثيرون من “تحول المرض إلى وباء”، مطالبين وزارة الصحة بالتوضيح ما هي الإجراءات الاحترازية التي يتم اتخاذها تفاديا لتفشي المرض وخاصة بين الأطفال.