عثر يوم أمس على طفل حديث الولادة، متوفى ومرمياً عند الطريق الواصل بين منطقة قباسين، ومدينة الباب شرقي حلب، ليصبح ضحية جديدة من الضحايا الكثر الذين تم التخلي عنهم من قبل ذويهم بعد ولادتهم مباشرة.
يتشابه هذا المشهد في دمشق وإدلب واللاذقية وحمص وغيرهم من المناطق السورية، إذ يتم بشكل مستمر العثور على طفل مرمي في الشارع، يضاف إلى قائمة الأطفال مجهولي النسب والمصير، أحياناً يتم تبني تلك الأطفال من قبل أحد الأشخاص الراغبين في تبني ورعاية الطفل، أو يودع في دار تهتم بالأطفال وتقدم لهم الرعاية إن وجدت.
سلطت منصة SY24 الضوء في تقاريرها العديدة حول انتشار ظاهرة التخلي عن الأطفال حديثي الولادة، في مناطق مختلفة من سوريا، ويعود ذلك لعدة أسباب منها اقتصادية ومنها خشية المجتمع إذ يكون الطفل نتيجة علاقات غير شرعية، فيتم التخلي عنه خوفاً من الفضيحة.
وزادت هذه الظاهرة على مر السنوات السابقة من انتشار ظاهرة أخرى توازيها بالخطورة وهي تشرد الأطفال بالشوارع، ولاسيما في العاصمة دمشق ومحيطها، التي تشهد كثافة سكانية مرتفعة، وخليطاً سكانياً من جميع المحافظات.
إذ رصدت عدسة مراسلنا في أحد شوارع المدينة، أمس الأربعاء طفلاً ينطوي على نفسه، ينام على الرصيف في الأسواق أمام المارة، بعد أن أنهكه التعب، فاستسلم للنوم في المكان الوحيد الذي احتواه ألا وهو الشارع.
وبيّن أحد المحامين من ريف دمشق، رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية، في حديثه لـ منصتنا أسباب انتشار هذه الظواهر، قائلاً: إن “انتشار المخدرات بين الشباب والنساء في دمشق، وتسهيل التجارة لها، والإدمان عليها، ساهم في انتشار العلاقات غير الشرعية، وبالتالي ارتفعت نسبة وجود أطفال مجهولي النسب، متروكين على قارعة الطرقات”.
يذكر أن الأطفال في الشوارع هم أكثر عرضة للمشاكل الصحيّة بسبب قضاء معظم أوقاتهم تحت أشعة الشمس في فصل الصيف، أمّا في فصل الشتاء فيُعانون من أمراض الجهاز التنفسي، وبالتالي فإنهم يقضون ظروفاً غير صحية تؤثر عليهم بشكل مباشر.
حيث أفرزت الحرب في السنوات الماضية، كوارث اجتماعية، باتت نتائجها تطفو على السطح في الآونة الأخيرة، من عمالة الأطفال والتشرد في الشوارع والحدائق العامة، والتخلي عن الأطفال حديثي الولادة، والتسول، والتسرب المدرسي وغيرها من الأمور التي ساهمت بشكل مباشر في تدمير جيل كامل من الأطفال المحرومين من حقوقهم كباقي الأطفال في ظل حكم النظام السوري.