“أطمح لأن أمثل بلدي يوماً ما، وأن أكون سفيراً لها في كرة القدم”، بهذه الكلمات عبر الشاب صالح حسن الصالح 16 عام، من مدينة الرقة، والذي بدأ رحلة نجاحه مع الرياضة وكرة القدم منذ اليوم الأول لوصوله إلى اليونان، في العام 2016، ليبدأ طريق النجومية والعالمية بتشجيع والده ولتحقيق حلمه برؤية الملاعب الدولية واللعب بها.
حيث تسابقت النوادي المحلية في اليونان على الشاب صالح، أو كما يحب أن يلقب بـ”صالح سيتو”، الذي أذهل الجميع خلال التدريبات بموهبته، ليحظى فريق “ليفاديا” اليوناني على خدمات اللاعب الصغير، ليحقق معه ألقاب عديدة وليحصل على العديد من الميداليات والكؤوس، لتفتح أمامه المجال على ملاعب ألمانيا و نواديها، ويقرر أن يُكمل طريقه باحثاً عن حلمه هناك.
وفي حديثه لمنصة SY24 قال: “دخلت ألمانيا وأنا في الرابعة عشر من عمري، لم أبحث سوى عن ملاعب ألمانيا التي كنت أحلم بأن أدخلها، وأبحث عن نادٍ عالمي يرى موهبتي في اللعب، و انضممت إلى فريق آيزناخ الألماني الذي بدأت التدريبات معه، واستطعت حصد عدة ألقاب”.
وأضاف أن “بروسيا دورت موند” كان فريقي المفضل، وكنت أحلم بأن أكون اللاعب صاحب الرقم 7 فيه، وكنت على وشك توقيع عقد معه إلا أن انتشار وباء فيروس كورونا أثر على مسيرتي بعد أن توقفت الحياة في ألمانيا بشكل شبه كامل لأكثر من عامين”.
وتابع قائلا: “أحرزت أكثر من خمسين كأساً وميدالية كنت أتمنى أن أحصدها كممثل رسمي لبلدي سوريا،، لأني أعلم بأن بلدي مدمرة، لكني أتيت لأُثبت للعالم بأنه من حقنا كأطفال أن نحقق حلمنا، كوننا نمتلك الكثير المواهب لكن الحرب أخذتهم منا”.
وأوضح أن “النوادي المحلية التي لعبت فيها ضمت أكثر من 45 طفلاً سورياً، هم خيرة المواهب السورية في كرة القدم، وكلاً منهم كان من الممكن أن يكون نجماً رياضياً، لكن ظروف الحرب والهجرة شتتهم مع ذويهم، لكن البلاد الأوروبية أعطتهم فرصة جيدة لتنمية مواهبهم في ظل ماتعيشه سوريا من حرب لا زالت تدور رحاها في بقاع مختلفة منها”.
“كاثرينا مينك”، مديرة الوحدات السكنية للاجئين في مقاطعة برلين أكدت لمنصة SY24 بأن “30% من طالبي اللجوء في ألمانيا هم من الأطفال، ناهيك عن عدد الأطفال الذين قدموا مع ذويهم، وهناك عدد كبير من المواهب التي يمتلكها الأطفال السوريين، والذين بدأوا منذ اليوم الأول عشقهم للحياة من خلال إظهارها، سواء الرياضية منها والفنية والأدبية، وخاصة فيما يخص المجال العلمي الذي أظهر تفوق الأطفال السوريين في مدارسهم”.
يحلم “صالح سيتو” اليوم بأن يحفظ المعلقين الرياضيين اسمه كلاعب قوي ومهم في الدوريات العالمية كما اللاعبين المشهورين مثل “رياض محرز ومحمد صلاح”، وأن يمثل يوماً ما بلده سوريا بعد سقوط النظام وعودة اللاجئين والمهجرين قسراً إليه، وأن يصل باسم مدينته الرقة إلى العالمية ليحقق أحلامه وطموحه بأن يصبح نجم مدينته العالمي.