أحلام يقظة.. بانتظار قرار ترامب!

Facebook
WhatsApp
Telegram

الكل مقتنع أن الضربة الأمريكية ضد نظام الأسد قادمة لا محالة، عاجلا أم آجلا كما تم التصريح اليوم، فالتراجع لم يعد مطروحا لأنه سيحرج الرئيس ترامب شخصياً بعد كل هذه التغريدات التي أطلقها.

لكن ما يلفت النظر أن الكل أخذ يدلو بدلوه في هذا الشأن، سواء بالتشجيع والتهليل لترامب ومطالبته بالإسراع، أو بالتوعد له بالرد الساحق في حال أقدم على هذه الخطوة، فالصواريخ الروسية لن تقف متفرجة.

وبينما أتابع التصريحات الصادرة عن كل الجهات، لم أجد من يحاول الوصول إلى حل يمكن له تجنب الضربة بشكل يحفظ فيه ماء وجه الجميع بمن فيهم الأسد.

أحاول التفكير في حل، وتبدأ الهواجس تدور في رأسي، وأقول بيني وبين نفسي: لو كان هذا النظام حريصاً على بلده أو على من وقف معه ودعم صموده كل هذه السنوات فحرياً به في هذه اللحظات المصيرية تقديم بعض التنازلات من أجلهم على الأقل! أعيد التفكير قليلا فيبدو لي هذا التساؤل سخيفاً جداً، فمن كان راغبا بتقديم أية تنازلات لكان قدمها منذ زمن!

لكني أعود لأفكر، أليس بقدرة روسيا إجباره على تقديم التنازلات اليوم، وإعفائها من مواجهة جنون ترامب وعنجهيته؟ وهنا يأتيني الجواب مباشرة، أن روسيا وبوتين تحديداً، يريدان أن يثبتا لترامب أنه نداً له ولدولته العظمى، وأنه لن يرضخ لابتزازه أبدأ، ولو اضطره هذا لخوض حرب تكلفه الكثير.

أحاول أن أنبش في التاريخ وأسأل، ألا يوجد في تاريخ البشرية من استطاع أن يحل معضلة وصلت إلى طريق مسدود بعملية ذكية تقلب قواعد اللعبة؟ كأن مثلا.. مثلا.. أن يقوم الأسد بإعلان تنحيه رغبة منه بتجنيب بلاده وبال الضربة الأمريكية! فهذا هو الحل الوحيد المقنع الذي قد يجعل ترامب يعيد حساباته. أبتسم لهذه الفكرة العبقرية، لكني أصحى بسرعة من هواجسي وأعود إلى الواقع لأرى أن أحلامي بدأت تشطح إلى حدود الوهم.

حسنا إذن، لنكن واقعيين ونطلب فقط الإعلان الفوري عن وقف إطلاق النار على جميع الجبهات مترافقا مع الإعلان عن حل حكومة النظام يتبعه مباشرة حل الائتلاف السوري المعارض، وبالتزامن، تبدأ الدعوة الجدية لتشكيل هيئة حكم انتقالي مؤلفة من الشخصيات الوطنية من المعارضة السورية التي نأت بنفسها منذ مدة طويلة عن التدخل والتي رفضت كل أشكال الوصاية التي فرضت على هيئات المعارضة السورية وعلى رأسها الائتلاف السوري. وتبدأ المرحلة الجديدة بوجود قوات أممية لحفظ النظام ولملمة السلاح المنتشر في طول البلاد وعرضها.

أفكار وأفكار تتوالى في رأسي وكأني المسؤولة عما يحصل أو كأني قادرة على تغيير ما يحصل!

وبالنتيجة أصحو لأكتشف أني لست مع الضربة الأمريكية لمجرد كونها ضربة تضاف إلى مجموع الانفجارات التي تحدث في سورية كل يوم، وأني لست مع ضربة سيكون نتيجتها زيادة في التدمير وزيادة في عدد الضحايا التي توقف العالم عن إحصائها منذ زمن. ولست مع الضربة وما يسبقها من تهديد لمجرد بث الرعب بنفوس النظام وأنصاره، ويذوقوا الرعب الذي يشعر به السوريون كل يوم. أنا فقط أريد حلا جذريا لما يحصل.

وأعتقد جازمة أن كل سوري يؤيد هذه الضربة يؤيدها نتيجة إحساسه بقدرتها على وضع حد لكل ما يجري في سورية. لوضع حد للقتل والتهجير والاعتقال. فإن لم تكن كذلك فدعونا لقدرنا. إن لم يكن هناك توافق دولي على وضع حد للمأساة السورية فاتركوا الناس تدفن شهدائها بهدوء.

 

وأعتقد جازمة أن كل سوري يؤيد هذه الضربة يؤيدها نتيجة إحساسه بقدرتها على وضع حد لكل ما يجري في سورية. لوضع حد للقتل والتهجير والاعتقال. فإن لم تكن كذلك فدعونا لقدرنا. إن لم يكن هناك توافق دولي على وضع حد للمأساة السورية فاتركوا الناس تدفن شهدائها بهدوء.

وإن كان هناك اتفاق على إنهاء هذه المأساة الممتدة عبر سبع سنوات فالعالم بدوله العظمى قادر على اتخاذ قرار دون إطلاق صاروخ واحد، لأنهم يعرفون تماما أن صواريخهم مهمتها التدمير فقط ونحن اكتفينا تدميرا.

ضربتكم اليوم إن لم تكن قاضية فلن تكون إلا ضوء أخضر آخر لاستمرار الحال على ما هو عليه. إن منع استخدام السلاح الكيماوي والسماح لباقي الأسلحة بالقتل هو أمر عبثي يضاف إلى قائمة العبث الذي نعيشه.

وقف القتل هو كل ما نبتغيه ولسنا بحاجة إلى تجربة أساليب جديدة للموت!

مقالات ذات صلة