بعد ارتفاع حصيلة الإصابة بمرض الكوليرا، وتسجيل عدة إصابات في محافظة درعا، قام العديد من الأهالي ومديرية الزراعة، والمهندسين الزراعيين، والمثقفين في المحافظة، بإطلاق حملة توعية لمخاطر المرض، والأسباب المؤدية إلى انتشاره، كما قاموا بتوزيع منشورات تحمل عنوان “أخي المزارع، لا تحول إنتاجك الزراعي إلى سم زعاف يقتل إخوانك”، في إشارة إلى أضرار ري المزروعات بمياه الصرف الصحي.
وبعد متابعة منصة SY24، للموضوع، تبين أن نسبة كبيرة من المزروعات تعتمد على سقاية من مياه الصرف الصحي، ولاسيما تزامناً مع شح المياه في المنطقة، التقنين الكهربائي الذي حرم الأهالي من استخراج المياه النقية من الآبار.
يقول أحد المهندسين الزراعيين، إن سقاية المزروعات بمياه الصرف الصحي تعد جريمة بحق الأهالي، لما تحتويه من بكتيريا، وطفيليات وفيروسات بدأت تأثيرها تظهر بانتشار مرض الكوليرا، ولاسيما بسبب تناول الخضار النيئة.
وأضاف المهندس لمراسلنا، أن النباتات المروية بالمياه الملوثة، تقوم بامتصاص النترات والمعادن الثقيلة و تختزنها في أنسجتها، وحتى لو تم طهيها تنتقل هذه السموم إلى الإنسان، مسببة له العديد من الأورام و الأمراض المميتة، أبرزها الفشل الكلوي، وسرطان الكبد، و المثانة، إضافة لاحتواء هذه المياه على العديد من البكتيريا التي تتسبب بأكثر من مرض لا يمكن حصرها.
وأكدت مصادر طبية، أن تلك المياه قد تؤدي إلى أمراض خطيرة، منها الفشل الكلوي، والكوليرا والتيفوئيد، وبيوض الديدان الطفيلي، وعصيات السل، وفيروسات الكبد، وأمراض الجهاز التنفسي وسرطان المثانة والبلعوم والكبد.
وأشار المهندس إلى أن أضرار المياه على التربة أيضا، حيث ذكر أن أضرار ها تمتد إلى التأثير المباشر على على تركيب التربة، ورفع ملوحتها، وتسممها بالمعادن الثقيلة، وبالتالي تفقد التربة صلاحيتها في الاستثمار الزراعي، وما يصاحبها أيضاً من تلوث المياه الجوفية النقية نتيجة تسرب المياه الملوثة إليها.
يذكر أن منظمة “كير” الإنسانية ذكرت في وقت سابق، أن ملايين السوريين معرضون لخطر الإصابة بالكوليرا، مشيرة إلى أن المرض “يمكن أن يكون قاتلاً بسرعة إذا لم يتم علاجه”، ودقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر معربة عن “قلقها الشديد” من تفشي مرض “الكوليرا” في مناطق مختلف من سوريا وبخاصة الخاضعة لسيطرة النظام السوري.