ما حقيقة التحصينات الأمريكية لقواعدها العسكرية في الداخل السوري؟

Facebook
WhatsApp
Telegram
ما حقيقة التحصينات الأمريكية لقواعدها العسكرية في الداخل السوري؟

أحمد زكريا – SY24

تضاربت الأنباء بشأن عمليات تحصين وتعزيزات للمواقع التي تتمركز فيها القوات الأمريكية شمال وشرق سوريا، وفي وقت أكدت فيه مصادر عسكرية تلك العمليات، رأت مصادر أخرى أن تلك التحصينات هي إجراءات روتينية اعتيادية.

تحرك أمريكي باتجاه منطقة “الزرقا” والضفة الغربية لنهر الفرات

وقال “مصدر عسكري” عامل في منطقة القلمون الشرقي والبادية السورية فضل عدم الكشف عن اسمه: إن هناك معلومات شبه مؤكدة عن نية قوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن انشاء قاعدة جديدة باتجاه منطقة “الزرقا” القريبة من قاعدة “التنف” خاصة بعد تأهيل آبار “الحقل، والهيل، والدقاقة” المائية، مشيرًا إلى وجود فرق استطلاع أمريكية تدرس المنطقة وتدرس إمكانية وضع قاعدة في المنطقة.

وأضاف المصدر العسكري في تصريح خاص لـSY24، أن هناك مساعٍ حثيثة من قيادة التحالف الدولي لتوسعة منطقة الـ”55 كم” التي تخضع لسيطرة جيش مغاوير الثورة، مبينًا أن القوات الأمريكية تجري جولات استطلاعية عسكرية في داخل قاعدة التنف وفي خارجها بشكل مستمر.

واعتبر المصدر ذاته أن التحصينات التي تقوم بها القوات الأمريكية لقواعدها والجولات الاستطلاعية، هي إجراءات استباقية تحسباً لأي تحرك من تنظيم داعش واستغلاله حالة الفوضى التي ربما تنجم في حال نفذت الضربة الأمريكية الغربية، والتقدم للسيطرة على مواقع كانت تتمركز فيها قوات النظام وميليشياته، مستغلا الانهيارات في صفوف تلك القوات.

من جانبه، كشف “صهيب الجابر” الصحفي في شبكة “فرات بوست” أن عمليات تحصين القواعد الأمريكية مستمرة منذ نحو أسبوعين، وسط معلومات مؤكدة تفيد بنية القوات الامريكية الانتقال للضفة الغربية لنهر الفرات، مضيفًا أن تلك القوات ألقت منشورات تحذيرية أمرت فيها الميليشيات الايرانية قبل أن يتم استهدافهم.

وقال “الجابر” إنه من المرجح دخول قوات التحالف الأمريكي برفقة الجيش الحر للضفة الغربية لنهر الفرات، من دون تحديد موعد زمني لبدء تلك التحركات، فيما ستبقى القوات الأمريكية برفقة قوات “قسد” محافظة على قواعدها في الضفة الشرقية لنهر الفرات.

وأضاف، أنه بالنسبة لقاعدتي “العمر وكونيكو” بريف دير الزور الشرقي، فبعد أن كانت حقول نفط أصبحت قواعد عسكرية وقامت القوات الأمريكية بأعمال توسعة داخل تلك القواعد وعمليات تحصين وبناء جدران اسمنتية على غرار قاعدة “الشّدادي” بريف الحسكة والتي تم تحصينها أيضًا بمعدات ثقيلة.

أما “فراس علاوي” رئيس تحرير موقع “الشرق نيوز” فقال: إن الأمريكان ومنذ بداية دخولهم محافظة دير الزور حاولوا إيجاد قواعد عسكرية لهم، مضيفًا أنه تم نقل معدات عسكرية وتحصينات باتجاه حقل “العمر” النفطي الذي يعتبر قاعدة عسكرية لهم والتي تقع شمال شرق ديرالزور بحوالي 90 كم، إضافة لحقل “كونيكو” للغاز الذي يقع قرب قرية “خشام” بريف دير الزور الشرقي والذي يعد بمثابة قاعدة عسكرية لهم، يضاف إلى ذلك قاعدة “الشدادي” في ريف الحسكة.

قاعدة عسكرية في منبج شرقي حلب
بدوره، تحدث الناشط الميداني “نزار حميدي” إنه بالنسبة للتحصينات الأمريكية في منطقة “منبج” فإن لهم قاعدة رئيسية جنوب غرب مدينة منبج، وكانت “الدوريات الأمريكية” على الحدود الفاصلة بين الجيش الحر وقوات النظام.

وأشار إلى أنه تم إنشاء قاعدة عسكرية أخرى ما بين مدينتي “منبج وجرابلس” عقب التهديدات التركية مؤخرًا بعمل عسكري ضد تنظيم PYD في منبج، لافتًا إلى أن تلك القوات الأمريكية تستقدم وفي بعض الأحيان تعزيزات لها من منطقة شرق الفرات، مؤكدًا في الوقت ذاته أن تحصينات القوات الأمريكية أمر اعتيادي كونه مستمر من قبل الإعلان عن ضربة أمريكية غربية مرتقبة على قواعد نظام الأسد في سوريا.

وكشف “حميدي” عن زيارات قام بها خلال الفترة القصيرة الماضية عناصر تابعة للقوات الفرنسية إلى مدينة “منبج” على اعتبار أنهم من التحالف الدولي، منوهًا إلى عدم وجود قواعد ثابتة لتلك العناصر في منبج.

أما “محمد الحمادين” الناطق باسم الجيش الوطني السوري الحر في الشمال السوري، فكشف أنه ومنذ عشرة أيام تقريبًا، دخلت تعزيزات أمريكية الى مدينة “منبج” السورية وانتشرت حول المدينة وداخلها وخصوصًا بعد مقتل جنديين امريكيين بعبوة ناسفة في تلك المنطقة.

وقلل “الحمادين” من احتمالية زيادة القوات الأمريكية لتحصيناتها ودفاعتها خاصة في ظل الحديث عن ضربة أمريكية غربية مرتقبة على معاقل النظام وقال: “لا أتوقع زيادة في التحصينات الأمريكية لقواعدها على الأرض كونهم ليسوا بحاجة ذلك”.

قواعد محصنة بكل المعدات
ورأى “رشيد حوراني” الباحث ومدير المكتب الاعلامي لحركة تحرير الوطن، أن “القواعد الأمريكية في الداخل السوري محصنة بالأساس تقنيًا وماديًا، ودليل ذلك استهداف تلك القواعد وصحة رصدها لما يدور في مناطق تواجدها عندما قامت بالقضاء على 200 مرتزق روسي عندما حاولوا التسلل الى مناطق نفوذها”.

وأضاف، أن التحركات الحقيقية لتلك القوات الأمريكية، هي تقنية تتضمن العمل على تعطيل الدفاعات الجوية الروسية لتجنيب أمريكا أي نوع من الخسارة، موضحًا أن تلك “التقنية” تعني محطات الرصد والاستطلاع التي تديرها أمريكا لمراقبة ما يخص الوضع السوري، سواء هذه المحطات موجودة في قاعدتها “انجرليك” أو في قواعدها في الداخل السوري ودول الجوار، وبموجب المعلومات المتأتية من هذه المحطات تصدر تعليماتها لقواتها على الأرض.

ولفت إلى أن القواعد الأمريكية باتت معروفة في سوريا وأبرزها:” الرميلان، تل البيدر، تل التمر، الشدادة، وعين عيسى”، مؤكدًا أن تلك القواعد مجهزة بكل معدات الحرب الحديثة.

مقالات ذات صلة