ضبطت “قوات سوريا الديمقراطية” أحد أكبر مستودعات الأسلحة التي تعود لتنظيم “داعش” في قرية “القيروان” التابعة لناحية “تل حميس” بريف الحسكة الجنوبي، وذلك ضمن سعيها لتجفيف مصادر تمويل التنظيم من السلاح الذي يستخدمه في شن هجمات ضد قواتها في المنطقة، وبالتزامن مع اعتقالات عديدة نفذتها ضد من وصفتهم بـ “ممولي أسلحة وذخائر للتنظيم في مناطق شمال شرقي سوريا”.
عمليات ضبط الأسلحة والذخائر التي تعود للتنظيم لم تثني الأخير أو توقف عملياته ضد قوات “قسد” في المنطقة، حيث استطاع داعش خلال فترة وجيزة تعويض خسارته في مستودع الأسلحة المصادر، والحصول على كميات جديدة عبر القنوات والطرق التي اتبعها طوال السنوات الماضية، وبالذات بعد إغلاق الحدود مع العراق ومراقبتها بكاميرات حرارية استطاعت كشف عدة عمليات لتهريب الأسلحة لصالح فرع التنظيم في سوريا.
مصادر مطلعة أكدت لمنصة SY وجود عدة مستودعات ضخمة تعود لتنظيم داعش موجودة في مناطق سيطرة “قسد” شمال شرق سوريا، تحتوي على أسلحة خفيفة ومتوسطة وبعض الأسلحة الثقيلة تم إخفاؤها في عدد من قرى وبلدات ريف الرقة الجنوبي والشرقي، وأيضاً في قرى وبلدات ريف الحسكة الجنوبي في منطقة البادية التي تصلها مع قرى ريف ديرالزور الشمالي، وتم تجهيزها مسبقاً منذ إعلان التنظيم سيطرته على المنطقة في عام 2014.
وأفادت المصادر ذاتها، بأن التنظيم عقد عدة اتفاقيات مع بعض تجار السلاح المحليين بهدف تزويده بالقدر الذي يشاؤون منه من الأسلحة والذخائر الخفيفة وبسعر أقل من المتداول في السوق المحلي، وذلك مقابل السماح لهم بالاستمرار بعملهم دون التدخل بهم، بينما استطاع داعش عقد اتفاقيات أخرى مع عدد من قادة وعناصر “قسد” لبيعه بعض الذخائر الخفيفة وقذائف “الآر بي جي”، مقابل عدم التعرض لهم أو استهداف نقاطهم التي يتواجدون فيها.
“أبو خالد”، من أبناء ريف ديرالزور الشرقي وكان يعمل لدى أحد تجار السلاح في المنطقة قبل سنوات، ذكر أن “معظم تجار السلاح المتواجدين في المنطقة لا يستطيعون العمل دون الحصول على موافقة التنظيم ودفع الإتاوات له على هيئة أسلحة وذخائر خفيفة يتم تزويده بها في كل شهر تقريباً، ناهيك عن قيام عناصره بشراء الأسلحة والذخائر منهم بأسعار أرخص من سعرها في السوق”، على حد قوله.
وفي حديث خاص لمنصة SY24 قال: إن “التنظيم عمد منذ لحظة سيطرته على المنطقة على مصادرة الأسلحة من الأهالي وتخزينها في مستودعات سرية، تم توزيعها على جميع قرى وبلدات المنطقة من الباغوز في أقصى الشرق إلى تل أبيض في أقصى الشمال، مع قيامه بإخفاء مواقع هذه المستودعات عن العناصر وإبقاء أماكنها معروفة لدى القادة بهدف حمايتها”.
وأكد أنه “تم دفن كميات ضخمة جداً من الأسلحة والذخيرة التي كان يمتلكها التنظيم سابقاً والتي ظن التحالف أنه صادر القسم الأكبر منها، إلا أن داعش ما يزال يمتلك حصة الأسد من الأسلحة ويبدو أن الخلايا الموجودة الآن على الأرض لا تعلم مواقعها، وفي حال استطاعت الوصول إليها فإن قسد والتحالف على موعد مع عمليات مسلحة ضخمة ستوقع خسائر عديدة في صفوفهم”.
وأضاف أن “معظم الهجمات المنفذة اليوم في مناطق قسد يتم استخدام فيها أسلحة خفيفة وقذائف آر بي جي وبعض العبوات الناسفة، على عكس الهجمات التي يشنها التنظيم ضد قوات النظام والميليشيات الموالية له في البادية السورية، إذ يستخدم التنظيم فيها صواريخ ومضادات أرضية ودبابات وغيرها من الأسلحة الثقيلة التي تم دفنها في مستودعات سرية تحت الأرض في المنطقة”.
يذكر أن “قوات سوريا الديمقراطية”، بالتعاون مع قوات التحالف الدولي، استطاعت خلال السنوات الماضية ضبط عدة مستودعات أسلحة تعود لتنظيم داعش في مناطق سيطرتها في شمال شرقي سوريا، وذلك بعد التحقيق مع عدد من المعتقلين التابعين للتنظيم أثناء عملياتها الأمنية التي نفذتها في المنطقة، فيما لا تزال مواقعها وحواجزها تتعرض إلى الآن لهجمات مسلحة، كان آخرها هجوم “انتحاري مزدوج” كان يستهدف مخيم الهول للنازحين، في أول هجوم من هذا النوع تتعرض له “قسد” في المنطقة منذ سنوات.