تصعيد عسكري جديد تشهده منطقة القلمون الحدودية، مساء أمس الاثنين، حيث استهدف مسلحون مجهولون عربة عسكرية تابعة لميليشيا “حزب الله” اللبناني، قرب بلدة “عسال الورد” بالقلمون في ريف دمشق.
وفي التفاصيل التي نقلها المراسل، أكد أن الاستهداف تم بإطلاق حشوة (اربي جي) من قبل مجهولين، على عربة عسكرية، كانت تقل ستة عناصر من الحزب، في جولة تفقدية عند النقاط الحدودية.
حيث أسفر الاستهداف عن مقتل عنصرين بينهم المسؤول عن الرصد والمتابعة، وإصابة الأربعة الآخرين بجروح متفاوتة، إذ أن جميع من كان في العربة يحملون الجنسية اللبنانية.
على خلفية ذلك، سُمعت أصوات إطلاق نار كثيف في المنطقة عقب الهجوم، دون التمكن من إلقاء القبض على الفاعلين، في حين نقلت الميليشيا، القتلى والجرحى إلى إحدى نقاطها الطبية عند أطراف بلدة “عسال الورد”.
أسفرت الحادثة عن استنفار كبير شهدته المنطقة، إضافة إلى نشر عناصر على طول الحدود، كما قامت بنشر وتثبيت نقاط عسكرية جديدة بالمنطقة التي تم استهداف العربة فيها لرصد التحركات الغريبة بالكامل.
وعلى الجانب الآخر، تستمر ميليشيا الحزب اللبناني في سرقة ونهب آثار المنطقة، حيث قامت بعدة حملات حفر وتنقيب عن الآثار والذهب في القلمون مؤخراً، وفي كل مرة تتحجج بأنها تبحث عن أسلحة مدفونة قد تركتها الفصائل المعارضة أثناء سيطرتها على المنطقة.
وفي التفاصيل التي رصدتها المنصة، قال المراسل، إن الحملة الأخيرة استهدفت بلدة “بخعة” القريبة من مدينة “معلولا” في القلمون الغربي، والتي بدأت منذ مطلع الشهر الجاري، وتلتها حملتين إحداهما يوم الجمعة الفائت، والأخرى مساء أمس الأحد.
وأشار المراسل، أن “الميليشيات استخدمت آليات ثقيلة متطورة، مخصصة للحفر والتنقيب، تم استقدامها مؤخراً من لبنان، عن طريق المعابر غير الشرعية، وبدأت بعمليات البحث والتنقيب في الأراضي المتطرفة للقرية”.
ثم أطلقوا حملات أخرى قرب القرية من جهة مدينة “معلولا” وامتدت إلى عدة كهوف تحيط بالقرية، إذ تعد تلك المدن والبلدات أماكن أثرية قديمة، وهناك خبراء آثار لبنانيين يعملون لدى الحزب بمنطقة القلمون أن هناك كنوز وأثار مدفونة يمكن استخراجها من المنطقة.
وأضاف مراسلنا، أن عمليات البحث والتنقيب كانت بإشراف مباشر من القيادي “صادق دعبول” وهو أحد قياديي الحزب في بلدة “بخعة” ويعد أبرز المسؤولين فيها، إذ يشرف على قيادة عدة مقرات ومستودعات فيها، وتولى أنه بنفسه متابعة أغلب عمليات الحفر والتنقيب، ورافق العناصر والعمال والخبراء أثناء الحفر ليلاً ونهاراً.
انتهت العملية مساء أمس، وخرجت الآليات المخصصة للحفر إلى منطقة “رنكوس”، وتوجه الخبراء في الآثار إلى منطقة عسال الورد الحدودية، بعد أن تم التأكد من استخراج عدد قليل من الآثار، دون التأكد من كميتها أو نوعها، بعد حفرهم في أحد الكهوف القريبة من القرية.
يذكر أن الميليشيات اللبنانية والإيرانية الحليفة للنظام السوري، بعد سيطرتها على القلمون، شنت عدداً من حملات البحث والتنقيب عن الآثار المدفونة والكنوز والذهب في مناطق عدة كانت منصة SY24 قد تناولتها في تقارير سابقة، وذلك كله تحت رعاية النظام السوري الذي سلم المنطقة إلى الميليشيات وحولها إلى ساحة صراع.