حذّرت مصادر لبنانية من أن عمليات “تهريب البشر” وبالأخص تهريب السوريين ما تزال مستمرة من لبنان، لافتة إلى عدم قدرة السلطات المختصة على ضبطها.
وفي التفاصيل التي تابعتها منصة SY24، فإنه في العامين الماضيين بدأ لبنان يتحول إلى نقطة “تسرب” للمهاجرين ومنن بينهم السوريون إلى أوروبا، حيث تم تسجيل أكثر من 85 عملية تهريب إلى أوروبا خلال العام الجاري 2022.
وأشارت المصادر إلى أن آلاف المهاجرين من لبنان وسوريا وفلسطين يرمون بأنفسهم حرفياً في مقامرة هدفها الوصول إلى أوروبا، حيث الحلم بحياة أفضل، حسب وصفها.
ولفتت المصادر إلى أن أماكن التهريب تبدأ من شاطئ طرابلس حتى العبدة عند الحدود السورية، معتبرة أن هذا هو ملعب المهربين والذي يصعب ضبطه أمنيا من قبل السلطات المختصة، حسب قولها.
من جهة ثانية، ذكرت مصادر أخرى استمرار عمليات تهريب مادة الخبز من لبنان إلى سوريا.
وأشار نقيب اصحاب صناعة الخبز في لبنان “أنطوان سيف” إلى أن “تراجع حصة الأفران من الطحين بدأت منذ الازمة الماضية، بسبب عدم التزام مصرف لبنان دفع المستحقات الى الخارج”.
وناشد “سيف” القوى الأمنية “للإعلان عن أي مؤسسة مخالفة تخزن الطحين وملاحقتها”، لافتا الى “وجود أفران على الحدود اللبنانية -السورية تهرّب كل انتاجها الى سوريا”.
وبينّت مصادر لبنانية أخرى، أنه “على الرغم من كم المعلومات المنشورة حول تهريب الطحين والقمح المدعوم الى سوريا، لا تزال التسريبات تتحدث عن استمرار التهريب”.
ومطلع العام الجاري، استنكر “سمير جعجع” رئيس حزب “القوات اللبنانية”، استمرار عمليات التهريب من لبنان إلى سوريا، منددًا بتواطئ النظام السوري وأذرعه على الحدود في هذه العمليات.
ومؤخرا، كشفت مصادر خاصة لمنصة SY24، عن ارتفاع عدد المعابر غير الشرعية المخصصة للتهريب بين سوريا ولبنان وجميعها تخضع لميليشيا “حزب الله”، وذلك على مرأى ومسمع من مديرية الجمارك والسلطات المختصة بضبط الحدود بين البلدين.
ونهاية تشرين الأول/أكتوبر 2020، أحبط الأمن اللبناني عملية تهريب شحنة طحين كانت متجهة من لبنان إلى سوريا، لبيعها في السوق السوداء السورية، تزامناً مع رفع سعر الطحين والخبز بقرار من حكومة النظام السوري.
وتأتي محاولة ميليشيا حزب الله لافتتاح معابر غير شرعية بين سوريا ولبنان، كونه يرغب في الوصول من إيران للعراق وسوريا ومن ثم لبنان، وهذا ما أشار إليه الصحفي اللبناني “صهيب جوهر” في تصريح سابق لـ SY24، من أن “حزب الله يعتبر نفسه جزء من منظومة تمتد من طهران إلى اليمن إلى سوريا إلى لبنان إلى العراق، فمن الطبيعي أن يعتبر أن الحدود بين الدول غير موجودة وهو أصلا يتعامل مع هذه الدول على أنها ضمن المحميات والجزر المسيطرة عليها”.