اندلعت اشتباكات وصفت بـ”العنيفة” بين عناصر دورية أمنية مشتركة وأفراد من ميليشيا “الدفاع الوطني” في حي الجورة غرب مدينة ديرالزور، تسببت بوقوع عدة إصابات في صفوف الطرفين تم نقلهم إلى المشفى العسكري وإلى مشفى السلوم ” النور سابقاً”، مع استنفار أمني كبير شهدته المدينة، وقيام الأجهزة الأمنية بتطويق المنطقة ومنع دخول وخروج أي أحد منها.
وقالت مصادر محلية لمنصة SY24، إن الاشتباكات بدأت عقب قيام دورية مشتركة من فرع الأمن الجنائي ومكافحة المخدرات والأمن العسكري والشرطة المدنية، بالتوجه إلى حي الجورة بهدف اعتقال المدعو “كعبول اللاحج” شقيق القيادي في ميليشيا الدفاع الوطني “أحمد الحاج”، بتهم عديدة منها التسبب بإعاقة كاملة لأحد المواطنين بعد إطلاقه النار بشكل مباشر على قدميه، إثر خلاف قديم يتعلق بتجارة المخدرات، ما تسبب له بإعاقة دائمة.
وأكدت المصادر أن المدعو “كعبول اللاحج” قام مع عناصر ميليشيا الدفاع الوطني المتواجدين في الحي بإطلاق النار بكثافة وبشكل مباشر على عناصر الدورية، ما دفع الأخيرة للرد على مصادر النيران واندلعت اشتباكات استمرت أكثر من ساعة أصيب على إثرها القيادي في ميليشيا الدفاع “أحمد اللاحج” مع ثلاثة من عناصره، تم نقلهم بشكل مباشر بسيارات ميليشيا الدفاع الوطني إلى مشفى السلوم “النور سابقاً”، في الوقت الذي أصيب فيه اثنين من أفراد الدورية المشتركة تم نقلهم إلى المشفى العسكري في المدينة لتلقي العلاج.
وقام عناصر ميليشيا الدفاع الوطني بتطويق مشفى السلوم بشكل كامل ومنعوا أفراد وضباط الشرطة من الاقتراب منها، مع استقدامهم سيارات عسكرية محملة بمضادات أرضية ووضعها عند مدخل شارع “حسن طه”، وسط معلومات عن إجراء القيادي “أحمد اللاحج” عملية جراحية مستعجلة لاستخراج عدة طلقات نارية استقرت في بطنه وقدمه.
وأفاد مراسل منصة SY24، بأن حالة من التوتر والقلق سادت المدينة طوال الليلة الماضية، مع مخاوف من تجدد الاشتباكات بين ميليشيات الدفاع الوطني والشرطة المدنية، وخاصةً مع قيام الأخيرة باستنفار كافة عناصرها وإرسالهم في دوريات راجلة إلى حي الجورة بالقرب من مقرات الميليشيا، وسط معلومات عن قيام فرع المخابرات الجوية بإرسال عدد من عناصره لمؤازرة الشرطة في مهمة القبض على المطلوبين.
واشار المراسل إلى تلقي عناصر الميليشيات الإيرانية تعليمات مباشرة بضرورة دخولهم إلى مقراتهم وإغلاق أبوابها بشكل كامل وعدم التدخل في الاشتباكات الحاصلة في المدينة، مع إيقافهم دورياتهم الروتينية في محيطها خوفاً من تعرضهم لإطلاق نار جراء الاشتباكات الدائرة في المدينة، مستثنيةً بذلك عناصر حراسة قيادة الميليشيات في حي “فيلات البلدية”، والتي قامت بتكثيف تواجدها فيه وإغلاق العديد من الشوارع الفرعية حوله خوفاً من وصول الاشتباكات الى المنطقة.
المواجهات بين الأجهزة الأمنية التابعة للنظام وميليشيا “الدفاع الوطني”، ليست الأولى التي تحدث في مدينة ديرالزور، إذ وقعت عدة حوادث مماثلة بسبب ارتكاب الميليشيا تجاوزات وانتهاكات ورفضها تسليم عناصرها المطلوبين بتهم جنائية للقضاء على الرغم من إصدار عدة أحكام بحقهم، في محاولة منها لحمايتهم والحفاظ عليهم في ظل الاستهداف المباشر لها من الأجهزة الأمنية، واستمرار العمل على تحجيم دورها ودور قائدها “فراس العراقية” لصالح الميليشيات الإيرانية والروسية.